في زمنٍ يزدحم بالتحديات، وتشتدّ فيه رياح الأزمات، خرج جلالة الملك عبد الله الثاني، كما عهدناه دائمًا، قائدًا ثابتًا في الموقف، صادقًا في القول، فعبّر بلسانٍ يشبه وجدان الأردنيين جميعًا قائلًا:
نعم يقلق الملك لكن لا يخاف إلا الله ولا يهاب شيئا وفي ظهره اردني
تلك الكلمات، وإن بدت بسيطة في ظاهرها، فإنها تختصر فلسفة القيادة الهاشمية كلها؛ القلق من أجل الوطن، لا على الوطن، والإيمان بالله وبالشعب سلاحُ القائد حين تضيق الميادين.
نعم، يقلق الملك لأن القائد الذي يحمل همّ الوطن لا يعرف الراحة، ولأن الأردن في فكر عبد الله ليس حدودًا مرسومة على الخريطة، بل هو رسالة، وموقف، ومسؤولية أمام الله والتاريخ.
قلقه ليس ضعفًا، بل يقظة القلب الحريص على أمن الناس، وحياة الأجيال، ومستقبل البلاد.
وفي المقابل، فإن الشعب الأردني الذي تحدّث عنه جلالته، هو الظهر الصلب الذي يشتدّ به القائد، ذلك الأردني الذي يقف مع جيشه وأجهزته الأمنية قلبًا واحدًا، ويستمد من تراب الوطن صلابةً لا تُكسر.
ذلك الأردني الذي يقف مع الملك في كل موقف، ويعلم أن القائد الذي لا يخاف إلا الله، لا يمكن إلا أن يكون أمينًا على الوطن.
يا أبا الحسين،
لقد زرعتم فينا الإيمان بأن الأردن كبيرٌ بأهله، قويٌّ بوحدته، صلبٌ بقيادته، وأننا جميعًا شركاء في حمل الأمانة.
وحين قلتم إن في ظهركم أردنيًّا، أدركنا أن الثقة التي توليها لشعبك هي رأس مال الدولة، وهي التي جعلت الأردن – رغم كل التحديات – صامدًا، عزيزًا، مهابًا بين الأمم.
نحن الذين في ظهركم، نقولها بصدق العهد والولاء:
كلنا في ظهرك يا أبا الحسين،
نقف خلفكم صفًّا واحدًا، نواجه معكم التحديات، نذود عن الوطن كما تذودون،
لأننا نؤمن أن القيادة الهاشمية كانت وستبقى بوصلتنا التي لا تضلّ، ودرعنا الذي لا يلين.