الملك اليوم يأذن ببدء دورة البرلمان 2

حدث هو الأهم والأبرز اليوم، يأخذ المساحة الكبرى في الشارع الأردني المحلي سياسيا وشعبيا، حيث يفتتح جلالة الملك عبدالله الثاني أعمال الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة العشرين، بشقيه (النواب والأعيان)، ويلقي جلالته خطاب العرش أمام مجلس الأمة، إيذانا ببدء اجتماعات الدورة العادية الثانية.

دلالات عميقة وجوهرية لهذا الحدث، الذي ترسم من خلاله خارطة سياسية برلمانية جديدة، يسعى من خلال البرلمان بغرفتيه، الأعيان والنواب، للتعامل مع خارطة جديدة يحدد تفاصيلها ورؤيتها خطاب العرش السامي لجلالة الملك، علاوة بالطبع على ما يحدده جلالة الملك من رؤى للحكومة تنهجها خلال الفترة القادمة، فيما يضع جلالته في خطابه الرؤى الأردنية تجاه قضايا المرحلة وملفاتها الخارجية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي قدّم بها الأردن بقيادة جلالة الملك عظيم المواقف، والحسم بتفاصيل جوهرية.

اليوم يتشرف البرلمان الأردني «أعيانا ونوابا» بالاستماع إلى رؤية جلالة الملك للقادم، وينصت الأردنيون بقلوبهم قبل آذانهم لقول جلالته التي يشكّل عمليا نهج عمل لقادم أفضل وإيجابي، وطالما أجاب جلالة الملك عبدالله الثاني عن ما يدور في أذهان المواطنين تجاه كثير من القضايا، بل كافة القضايا، ليرى المواطنون في حديث جلالته رؤية عميقة توصل لهم ما يريدون بل أكثر، وحتما اليوم القلوب تتجه نحو العبدلي للاستماع لجلالة الملك حيث ينتظره المواطنون كما البرلمانيون والحكومة.

بطبيعة الحال اليوم وبعد الاستماع لخطاب العرش، يعقد مجلس الأعيان جلسة يجري فيها اختيار أعضاء لجنة الرد على خطاب العرش، ثم يعقد مجلس النواب جلسة برئاسة أقدم النواب نيابة، يتم فيها انتخاب أعضاء المكتب الدائم (الرئيس ونائباه الأول والثاني والمساعدان)، لتبدأ مسيرة جديدة بمسيرة المجلس النيابي، تبني خطاها على خطاب العرش السامي والأولويات التي تفرضها المرحلة، وهي بطبيعة الحال مرحلة دقيقة يستمر بها المجلس نحو مزيد من العمل والإنجازات.

بداية لمرحلة جديدة أردنية نيابية برلمانية ديمقراطية، وكذلك شعبية، يسير بها مجلس النواب بترتيبات جديدة على صعيده الداخلي متعلقة برئيسه ولجانه، ليبدأ بعدها عملا نيابيا شعبيا ديمقراطيا، في بحث ومناقشة حزمة من التشريعات، وقضايا متعددة، لبحثها والبت بها، وبالطبع سيقف المجلس أمام قضايا المرحلة الدقيقة والحساسة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، القضية المركزية، واضعا بصماته النيابية وجهوده الداعمة للقضية الفلسطينية، والجهود الأردنية التي تبذل على كافة الأصعدة وتحديدا الإنساني والإغاثي منها.

خلال الفترة القادمة، ستبقى العيون تتجه نحو العبدلي، مع بدء اجتماعات الدورة العادية الثانية لمجلس النواب العشرين، فأمام المجلس كثير من الملفات، والقضايا، علاوة على أن بدء الحركة في مجلس النواب، بانطلاقة دورته العادية، تأكيد على أن صوت المواطن المتمثل في أعضاء مجلس النواب يحضر في المشهد ويقف على قضايا الوطن، أولا بأول، وعلى التشريعات، وعلى تفاصيل متعددة، وبطبيعة الحال يرافق هذه الحالة الآمال بأن المجلس قادر، وسيقدر.