الأردن... موقفٌ لا يلين وصوتٌ لا يخبو



باسم عارف الشورة 

في زمنٍ تاهت فيه البوصلة، وتبدّلت فيه المواقف كما تتبدّل الرياح، بقي الأردن، بقيادته الهاشمية الحكيمة، كالنجم الثابت في سماء الأمة، لا يحيد عن الحق، ولا يساوم على المبدأ، ولا يغيّر وجهته مهما اشتدّت العواصف.

الأردن، هذا الوطن الصغير بمساحته، الكبير بوقفته، لا يُقاس باتساع الأرض، بل بعلوّ القيم التي يؤمن بها، وبصلابة المواقف التي لا تعرف الانحناء.
على ثراه تتجسّد الكرامة العربية، ومن جباله تنبعث أصوات النخوة، ومن قيادته تتجلّى الحكمة الهاشمية التي لم تخذل الأمة يومًا.

منذ فجر التاريخ، والأردن يحرس قلب العروبة النابض، ويحمل على كتفيه همّ الأمة، لا يطلب شكرًا ولا يسعى إلى مجدٍ زائل، بل يعمل بصمت الرجال الذين يصنعون المجد دون أن يتحدثوا عنه.
وجلالة الملك عبدالله الثاني، وريث المجد الهاشمي، لا يتكلّم بلغة الشعارات، بل بلغة المواقف التي تُكتب بماء الشرف على صفحات التاريخ.

كم من مرةٍ قال كلمته حين صمت الجميع، ووقف ثابتًا حين تردّد الآخرون، وظلّ مدافعًا عن القدس، حارسًا لهويتها، صادقًا في وصايتها، مؤمنًا أن الأرض لا تُقاس بثمنٍ، وأن الكرامة لا تُشترى.

الأردن اليوم هو ضمير الأمة الحي، وميزان رجولتها، ومنبر حكمتها.
بلدٌ لا تفتنه المغريات، ولا تُرهبه الضغوط، ولا يبدّل جلده من أجل موقعٍ أو مكسبٍ عابر.
فمواقفه تشهد أنه ابنُ الهاشميين الذين نذروا أنفسهم للعروبة والإسلام، وساروا على نهج الجدّ الأكبر، محمدٍ صلى الله عليه وسلم، دفاعًا عن الحق، وصونًا للإنسان.

سلامٌ على الأردن، حين يعلو صوته بالحكمة بين ضجيج الأمم،
وسلامٌ على الملك عبدالله الثاني، حين يكون في كل محفلٍ راية عزّ، وصوت حقّ، وضميرًا لا يغيب.
وسيبقى الأردن، ما دامت الراية في يد الهاشميين، الوطن الذي يُكتب اسمه بماء الذهب، لا لأن أرضه خصبة، بل لأن مواقفه نزيهة، ورجاله أوفياء، وملكه من نسل النبوة.