رغم قسوة الظروف وتقلب الازمنة، بقيت المخيمات الفلسطينية في الأردن عنوانا للوفاء، وميدانا لصمود لا يلين. وهي ليست مجرد تجمعات سكنية، بل خزان يفيض بالحنين والكرامة .
من مخيم الوحدات الى مخيم مادبا، ومن البقعة الى الحسين، تنسج العائلات الفلسطينية والاردنية خيوطا من القربى، والمصاهرة، والعيش المشترك. لا حواجز تفصل، ولا جدران تقام، بل نسيج اجتماعي واحد، تشكل على مدى سنوات من المحبة والاخوة الصادقة.
مخيم مادبا تحديدا، بات شاهدا على هذا التلاحم. فهو ليس مجرد مساحة سكنية، بل مركز حياة وحيوية، خرجت منه طاقات شبابية، وكفاءات وطنية، اسهمت في بناء الاردن، ورفعت اسمه في شتى الميادين.
ومن ابرز مظاهر الاندماج، هو الامتداد العائلي والمصاهرة بين اهل المخيمات وعموم المجتمع الاردني، ففي كل محافظة، تجد عائلات فلسطينية ارتبطت بعائلات اردنية بالمصاهرة والنسب، في علاقة لم تبن "تبنى" على المصلحة، بل على الاحترام والتقارب والتعاون المشترك.
الدولة الاردنية رغم التحديات والمصاعب الكثيرة لم تغفل عن المخيمات، حيث وفرت كل ما تحتاج له من خدمات اساسية .
اما القيادة الهاشمية، فهي التي ما توانت يوما عن التأكيد ان قضية فلسطين تبقى في قلب الاردن، وان كرامة الاردني من أصول فلسطينية من كرامة الدولة .
الاردن لم يصنع الحروب، ولم يساوم على القدس، ولا على عودة اللاجئين، ولا على كرامة المخيمات، والمواقف الصلبة للدولة الاردنية ليست شعارات، بل التزام يومي يترجم على ارض الواقع، بتقديم افضل الخدمات التي يحتاجها الاهل في المخيمات .
وعلى ارض فلسطين وغزة، جنود اردنيون يضمدون الجراح ضمن كوادر المستشفيات الميدانية، وقوافل الغذاء والدواء التي تصل غزة بالطائرات والشاحنات في ظل الظروف الماساوبة ما هي إلا دليل ان الدماء التي تجري في عروق الاردنيين هي نفسها التي في شرايين الفلسطينين .
في نهاية نقول، المخيمات الفلسطينية في الاردن، حكاية لا تنتهي، ومراة لقضية لم تمت، ودليل على ان الوطن الصغير بحجمه، كبيرا بمواقفه.