ما بعد عملية الرمثا

من السذاجة سياسيا القول إن ظاهرة الإرهاب قد انتهت، وإن حاولت دول إقليمية التبشير بنهاية الإرهاب وأن الإقليم منفتح على مرحلة جديدة، بعناوين وأسماء ومحاور جديدة.

الإرهاب حي لا يموت.. وأخطر ما في الموضوع تذويب الرأي العام والتحشيد الشعبي الأردني النابذ والرافض للإرهاب والتطرف الديني.

عملية الرمثا نوعية، والأهم أنها استباقية ووقائية.

والعملية، كما تابعنا في الأخبار من بداياتها وتطورها ونهايتها، تعكس يقظة الأجهزة الأمنية والحس الاستباقي في تطويق أي فعل أو مخطط إجرامي وإرهابي يستهدف أمن الأردن.

عملية الرمثا حملت رسالة سياسية وأمنية، فحواها أن «الأردن غير».

وحتما أن الأردن في إقليم ملتهب بالحروب والصراعات، دولة منيعة وحصينة، ليس بالقوة فحسب، وإنما بالحكمة والعدل.

ليلة الثلاثاء، كان نجوم الحق وفرسان الحق في مهمة أمنية بالغة الحساسية لحماية الأردن من متطرفين وإرهابيين وأصحاب سوابق ومارقين وخارجين عن القانون.

الأجهزة الأمنية في الأردن لا تعرف الاسترخاء. 

وخلية الرمثا جزء مركب وممتد من إرهاب إقليمي ودولي، ينشط ضمن شبكة مجموعات إرهابية لها مصالح سياسية وأيدولوجية واستخباراتية في تقويض استقرار الأردن، ودول أخرى في الإقليم.

في الواقع، لربما أن التحقيقات الأمنية ستفضي إلى مزيد من المعلومات والحقائق عن خلية الرمثا.

عملية الرمثا، هل هي مؤشر إنذار لعودة تهديد الإرهاب للأردن؟! 

حوالي 5 آلاف أردني منخرطون في جماعات متطرفة وإرهابية في دول الجوار، ويتمتعون بحواضن وبيئات اجتماعية  في الأردن، فهل عملية الرمثا مفردة من مركبات الإرهاب الإقليمي والدولي، وعودة إرهابيي الأردن من الخارج؟!