الملكية في عيدها 62 ؟

الكاتب: د. ضيف الله الحديثات 
في عيدها الثاني والستين، تقف الملكية الاردنية للطيران كاحدى اهم قصص النجاح الوطنية، لا بوصفها شركة نقل جوي فحسب، بل باعتبارها ذراعا سياديا واقتصاديا، وواجهة حضارية حملت اسم الاردن الى مطارات العالم، ورسخت حضوره في سماء الطيران الدولي.

منذ انطلاقتها، جاءت الملكية الاردنية ترجمة حقيقية لرؤية الدولة الاردنية في بناء مؤسسات قادرة على تمثيل الوطن بكفاءة واقتدار. فقد حملت على عاتقها مهمة ربط الاردن بالعالم، في زمن كانت فيه الامكانيات محدودة، لكن الارادة كانت كبيرة، والدعم الملكي حاضرا، ايمانا بان الطيران ليس ترفا، بل ضرورة للتنمية والسيادة والانفتاح.

وعلى مدار اثنين وستين عاما، واكبت الملكية الاردنية للطيران كل جديد في تكنولوجيا الطيران، سواء على صعيد تحديث الاساطيل، او تطبيق اعلى معايير السلامة الجوية، او تبني الانظمة الرقمية الحديثة، بما ينسجم مع المعايير الدولية المعتمدة. وقد مكّنها هذا النهج من الحفاظ على مكانتها كناقل وطني موثوق، رغم التحديات الاقتصادية والتنافسية الكبيرة التي يشهدها هذا القطاع عالميا.

ولم تكن هذه المسيرة لتتحقق لولا الرؤية الملكية التي اولت قطاع الطيران اهتماما خاصا، باعتباره قطاعا استراتيجيا يخدم الاقتصاد الوطني، والسياحة، والاستثمار، ويعزز صورة الاردن كدولة مستقرة ومنفتحة. فالملكية الاردنية للطيران كانت ولا تزال انعكاسا مباشرا لسياسات الدولة القائمة على الاعتدال، والالتزام، والاحترام المتبادل مع العالم.

كما لعبت الكفاءات الوطنية دورا محوريا في استدامة هذه المسيرة، حيث برزت ادارات وخبرات اردنية عملت على تطوير الشركة وتجاوز الازمات.

اما الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس الادارة المهندس سامر المجالي، الذي اسهم بخبرته الادارية والفنية في دعم مسارات التحديث واعادة الهيكلة، وتعزيز النهج المؤسسي، بما ينسجم مع التوجهات الوطنية في تحسين الاداء وضمان الاستمرارية، كما واسهمت خبرته في قطاع الطيران في دعم مسارات التطوير، والحفاظ على مكانة الملكية الاردنية للطيران كناقل وطني يحظى بالثقة والاحترام، رغم كل ما واجهه القطاع من ضغوط وتحديات محلية وعالمية.

لقد واجهت الملكية الاردنية للطيران تحديات جسيمة عبر تاريخها، من تقلبات اقتصادية، وازمات اقليمية، وجائحة عالمية ضربت قطاع الطيران في الصميم، لكنها استطاعت، في كل مرة، ان تثبت قدرتها على الصمود والتكيف، مستندة الى دعم الدولة، وخبرة كوادرها، وثقة الاردنيين بها كناقل وطني يمثلهم في كل مطار.

وفي عيدها الثاني والستين، لا يحتفل الاردنيون بشركة طيران فقط، بل يحتفلون بقصة وطن آمن بان السماء ليست حدودا، بل جسرا للتواصل والحضور. فالملكية الاردنية للطيران كانت وما زالت سفيرة الاردن في الجو، تحمل قيمه، وتعكس صورته، وتؤكد ان هذا البلد، رغم قلة موارده، قادر على المنافسة حين تتوافر الرؤية والادارة والارادة.

كل عام والملكية الاردنية للطيران اكثر حضورا وتألقا، وكل عام وهي تواصل التحليق باسم الاردن، بثقة، ومسؤولية، وطموح لا يعرف الهبوط.