ألف ألف ألف مبروك لمنتخبنا… لشماغنا الأحمر الذي ازداد مهابة… لعلمنا الذي رفرف اليوم كما لو أنه يحمل الوطن كلّه على كفّيه… لقهوتنا وهيلها، وهي اليوم أطيب مذاقًا وأعطر لأن في فم الأردن نكهة النصر.
هذا ليس فوزًا عابرًا، ولا مباراة تنتهي بصفارة؛ هذا يومٌ من أيام الأردن الكبيرة. يومٌ ارتفعت فيه هامة الوطن كما ترتفع جبال مؤاب والسلط وعجلون… يومٌ صنعه رجال حملوا قلوبهم على العشب وتركوا أرواحهم تركض قبل أقدامهم.
النشامى اليوم لم يلعبوا كرة؛ بل لعبوا وطنًا.
لم يتصدّوا لكرة؛ بل تصدّوا للمستحيل.
لم يركلوا هدفًا؛ بل ركلوا أبواب التاريخ لتُفتح على مصراعيها.
شكرًا جلالة سيدنا… القائد الذي يسبق الفرح بخطوة، ويتقدم الثقة دائمًا. وجوده ودعمه متراس عزّ لا تهتز به الروح.
وشكرًا لسمو ولي العهد الأمير الحسين… نبض الشباب وراعي مستقبلهم، الذي جعل الحلم أكبر بحضوره القريب وملامسته لروح الفريق.
وشكرًا لسمو الأمير علي بن الحسين… الرجل الذي حمل كرة القدم الأردنية على كتفيه كما يحمل الفارس رايته. قائد يعرف معنى أن تُبنى الفرق بالحلم، وأن تُصنع البطولات بالصبر، وأن تُحترم اللعبة برجال يعرفون ثقل الشعار.
وشكرًا إلى كل مساهم… كل يد خفية، وكل صوت في غرفة الملابس، وكل خطوة في مسار طويل لم يره الجمهور، لكنه كان أساس المجد. من الإداري إلى المدرب، من الطاقم الفني إلى الأطباء، من أصحاب القرار إلى أصغر عامل يشدّ أزر الفريق… هؤلاء هم معماريو الفرح الأردني.
أما الجماهير…
يا جماهير الأردن، يا الذين تهدر أصواتكم كالرعد… يا من تملؤون المدرجات روحًا وكرامة… أنتم لستم مجرد حضور، أنتم طاقة تُشعل الملعب وتنهض الجبال. أنتم الرواية التي لا تُكتب إلا بصوتٍ واحد يهتف: الأردن أولًا… والمنتخب نبضه.
اليوم… أشعل النشامى المدى.
وغدًا… لن يوقفهم شيء. فالطريق إلى البطولات يُعبد بالإرادة، والأردن لا يعرف سوى أن يمضي نحو العلوّ.
مبروك يا وطن… مبروك يا نشامى… هذا فوزٌ بطعم المجد، بطعم الكأس، بطعم الأردن.