سلام غزة و«الضفة» قيد الانتظار..

هل تعيش غزة سلاما؟ سؤال يتكرر مع كل دقيقة تمر على ساعاتنا، وكل يوم يمر في زمننا، ولهذا السؤال شرعية بطبيعة الحال، بعد اتفاق للسلام وُقّع لإنهاء الحرب، وبعد سياسات وبرامج وخطط توضع لليوم الذي بعد الحرب على غزة، وبعد أقوال تتحدث عن مخططات لإعادة الإعمار في غزة، بينما في واقع الحال ما تزال مجازر إسرائيل مستمرة، وما تزال تصرّ على منع تدفق المساعدات وما تزال تنفّذ ما تريد وما هو لمصالحها.

حصيلة العدوان على قطاع غزة، 69,546 شهيداً و170,833 جريحاً وأكثر من 9 آلاف مفقود وقرابة 2 مليون نازح، وفي الضفة الغربية المحتلة (080ر1) شهيدا، وقرابة (9) آلاف جريح، ونحو 19 ألف معتقل، منذ السابع من تشرين الأول 2023، وهنا نعيد القول هي ليست مجرد أرقام، هي حرب على غزة والضفة الغربية والمقدسات الإسلامية والمسيحية، هي مخالفات فاضحة للقانون الدولي، هي عدم التزام بأيّ اتفاقيات للسلام، هي استفزازات مستمرة، تصريحات متطرفة، محاولات لتصفية القضية الفلسطينية، ليس أرقاما، إنما واقع خطير على العالم التنبه لخطورته، والضغط على إسرائيل للبقاء في ميدان السلام، فما تقوم به كله لن تنال منه سوى مزيد من العزلة العربية والدولية، وتعمّق من واقع حال الحكومة الإسرائيلية المنبوذة دوليا، ومزيد من الكراهية.

واقع الحال في غزة، والضفة الغربية المحتلة والقدس، وإصرار إسرائيل على ذات النهج، دون الأخذ بأي جهود ورسائل وخطابات داعية للسلام، وإصرار بذات الوقت على رفض حل الدولتين، ومنع إقامة الدولة الفلسطينية، واقع خطير، دق جرس خطورته الأردني، وما يزال يدق جرس خطورته بشكل دائم وبرسائل وادانات مستمرة، بما في ذلك تحذيرات الأردن من وقف خدمات الأونروا، مع التأكيد على أن أحدا غيرها لن يتمكن من تقديم خدماتها، فلا بد من الاستماع للصوت الأردني، بان ما يحدث في غزة والضفة الغربية والقدس، انتهاكات ممنهجة للقانون الدولي والإنساني، بحرص دائم من الأردن على وضع الحل العملي في مقدمة رسائله، بإقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وعلى ترابها الوطني، على أساس حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية.

وطالما شدد الأردن على أنه لا قيمة ولا أثر قانونيا لأي إجراءات إسرائيلية خلاف هذه التفاصيل القانونية، من تصريحات أو انتهاكات أو اعتداءات، لكن على المجتمع الدولي أن يأخذ موقفا واضحا يدين أي تصريحات استفزازية، وتحريضية، ويدين حالة الحرب الإسرائيلية التي لا تتوقف، وأن يؤكد أن هذه الحقوق ثابتة وغير قابلة للتصرف، وفي ذلك ضرورة وحتمية يجب أن تحدث بوقت سريع، وإذا ما وصفنا حتمية تنفيذها بدقّة يجب أن تحدث أمس قبل اليوم، فلا بد ان تجد إسرائيل من يردعها ويوقف انتهاكات واعتداءات وحربها واستفزازها، والأهم أن يتم التأكيد لها على مستوى دولي أنها قوة قائمة بالاحتلال وعليها الالتزام بذلك وفقا للقانون والشرعية الدولية.

غزة ما تزال تواجه حربا هي الأقسى والأعنف بتاريخ البشرية، والضفة الغربية ما تزال تواجه يوميا اعتداءات وانتهاكات لا تقل خطورة عن الحرب على غزة، والمسجد الأقصى المبارك يشهد يوميا اقتحامات، حال لم يتغير، يحذر منه الأردن، بمجاهرة استثنائية لكل هذا التصعيد، وكرة الثلج تكبر يوميا ما يحتاج صوتا عربيا ودوليا يعيد إسرائيل لمكان السلام وتحقيقه والالتزام به، ذلك أن سلام غزة والضفة الغربية ما يزال قيد الانتظار والترقب الحذر!!!.