في زيارة ملكية تحمل رسائل اقتصادية واجتماعية عميقة، قام جلالة الملك بجولة شملت مصنع حبيبة ومصانع براديس والشركة الدولية للدواء، في تأكيد واضح على اهتمام القيادة بمتابعة واقع الصناعات الوطنية والوقوف مباشرة على التحديات والفرص داخل هذه القطاعات الحيوية. هذه الزيارة لم تكن بروتوكولية، بل جاءت لتؤكد أن الدولة تنظر إلى القطاع الإنتاجي باعتباره ركيزة أساسية للنمو وتوليد فرص العمل.
الصناعات الغذائية التي تمثلها مصانع حبيبة وبراديس، والصناعات الدوائية التي تقودها الشركة الدولية للدواء، تعد اليوم من أبرز قصص النجاح الأردنية، سواء من حيث الجودة أو القدرة على التصدير والمنافسة. وزيارة جلالة الملك لهذه المؤسسات تبعث برسالة ثقة لأصحاب المصانع والعاملين فيها، مفادها أن جهودهم مقدّرة وأن الدولة تقف إلى جانب كل مشروع يساهم في بناء اقتصاد واقعي قائم على الإنتاج لا الاستهلاك.
كما تؤكد الجولة الملكية أهمية تعزيز بيئة الاستثمار وتذليل العقبات أمام القطاع الخاص، بوصفه شريكًا محوريًا في التنمية الاقتصادية. فالاهتمام المباشر بهذه المصانع يعكس توجّهًا وطنيًا نحو دعم القطاعات التي تمتلك قدرة حقيقية على النمو، وتثبيت حضور الأردن في الأسواق الإقليمية والدولية، خصوصًا في مجالي الغذاء والدواء.
إن زيارة جلالة الملك ليست مجرد جولة ميدانية، بل رسالة واضحة بأن المرحلة المقبلة ستشهد اهتمامًا أكبر بتطوير الصناعة الوطنية، وتحسين تنافسيتها، وتوسيع قاعدة التشغيل، بما يعزز الأمن الغذائي والدوائي ويقوي الاقتصاد الأردني في وجه التحديات.