عدّ إندونيسيا من الدول الخمس المهمّة جدًّا التي شملتها جولة جلالة الملك عبدالله الثاني الآسيوية. وتكمن أهمية زيارة جلالته لجمهورية اندونيسيا في ثقل إندونيسيا كأكبر دولة إسلامية في العالم من حيث عدد السكان المسلمين (242 مليون نسمة)، واقتصاديًا، حيث يعدّ الاقتصاد الإندونيسي أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا (عضو في مجموعة العشرين).
العلاقات الاردنية الإندونيسية (السياسية) في أوج ذروتها بسبب الاحترام المتبادل على مستوى قيادة البلدين، وللتأكيد على ذلك نشير إلى النقاط التالية:
1 - التوافق الكبير بين الأردن وإندونيسيا، والتواصل والتشاور والتنسيق المتواصل في مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
2 - إندونيسيا تقدّر عاليًا الدور الكبير والجهود المستمرة لجلالة الملك عبدالله الثاني في تعزيز الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط.
3 - .. كما تدعم إندونيسيا بالكامل موقف الأردن بشأن القضية الفلسطينية.
4 - إندونيسيا مع الاردن بالتأكيد على حلّ الدولتين.
5 - .. وفي هذا الصدد (حلّ الدولتين) فهناك تشاور مشترك بين البلدين في المؤتمر الدولي لحلّ الدولتين الذي عُقد في نيويورك.
6 - هناك شراكة أردنية إندونيسية وثيقة بالتشاور والتنسيق المستمرين بشأن الحرب في غزة.
7 - وفي هذا الصدد أيضًا (الحرب على غزة) فقد شارك البلدان في اجتماعات رفيعة المستوى شملت قادة من الدول الإسلامية والعربية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
8 - جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو حضرا قمة غزة في شرم الشيخ مؤخرًا، وجدد الزعيمان دعمهما للمبادرة الهادفة إلى إنهاء الحرب على غزة.
9 - لطالما أشادت إندونيسيا بالدور الإنساني للأردن في استضافة اللاجئين السوريين.
10 - اندونيسيا تدعم الدور المحوري الذي يقوم به الأردن في تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
11 - وفي قضية إيصال المساعدات إلى غزة، فهناك مشاركة فاعلة لإندونيسيا في عملية «مسار التضامن 2» التي يقودها الأردن، ما يعكس عمق الشراكة بين البلدين.
12 - تأكيدًا على عمق العلاقات بين البلدين فقد منح جلالة الملك، الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو وسام النهضة المرصع، تقديرًا لجهوده في توثيق العلاقات المميزة بين البلدين والشعبين.
كل ما تقدّم ذكره، والمزيد.. يؤكد عمق العلاقات الدبلوماسية الاردنية الإندونيسية الممتدة منذ 75 عامًا (بدأت عام 1950، وافتُتحت السفارة الإندونيسية في عمّان عام 1985، وفي العام التالي افتُتحت السفارة الأردنية في جاكرتا).
أمّا من حيث العلاقات الاقتصادية، فأبرزها يتجلى في عدد من الاتفاقيات منها:
أ) – اتفاقية التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.
ب) – اتفاقية حماية الاستثمارات المشتركة.
ج) – اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي.
*باختصار:
لكل ما تقدّم تبرز أهمية زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى إندونيسيا تحديدًا، هذه الجمهورية التي تشير التوقعات العالمية إلى أن تصبح رابع أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2045.
الزيارة الملكية السامية مهمّة في جميع أبعادها السياسية والاقتصادية، والتطلعات لأن تترجم العلاقات السياسية المميزة بين البلدين إلى اتفاقيات واستثمارات مشتركة بين القطاعين العام والخاص في البلدين، مع الإشارة إلى أنّ حجم التجارة بين الجانبين وصل إلى حوالي 921.7 مليون دولار في عام 2024.. وهو رقم قابل جدًّا للزيادة، خصوصًا بعد الزيارة الملكية إلى إندونيسيا والتي شهدت توقيع مذكرتي تفاهم بين حكومتي البلدين، إحداهما في مجالات التعليم العالي والعلوم والتكنولوجيا، والأخرى في مجال الصحة.
من أهم ما تم بحثه خلال الزيارة الملكية لإندونيسيا تأكيد جلالة الملك على أهمية إنشاء شراكة استراتيجية مع الصندوق السيادي الإندونيسي (دانانتارا/ الذي يعدّ سابع أكبر صندوق استثماري في العالم بقاعدة أصول أولية تُقدّر بنحو 900 مليار دولار أمريكي)، لفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي وتعزيز تبادل الخبرات لتطوير وإدارة الاستثمارات الحكومية وتنميتها.
آفاق التعاون بين إندونيسيا والاردن متعددة وفي كثير من المجالات، في مقدمتها: التعدين (الفوسفات) والصناعة والمنتجات الحلال، والدفاع والأمن السيبراني ومكافحة التطرف.. إضافة إلى السياحة والثقافة.