مع الملك في كل الاتجاهات: خطاب الحسم والرسالة الهاشمية


باسم عارف الشوره 

حين يتحدث الهاشمي، فإنما ينطق بلسان التاريخ العريق، ويُطل من شرفة المجد على الحاضر والمستقبل. خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، حفظه الله، في قطر لم يكن مجرد كلماتٍ تُلقى، بل كان موقفاً متيناً، وإشارةً حاسمة، ورسالةً جامعة بأن الأردن ماضٍ في نهجه، ثابتٌ على مبادئه، لا تحيد بوصلته عن الحق ولا تنكسر إرادته أمام التحديات.

لقد جسّد جلالته، في خطابه، عمق الإرث الهاشمي الذي ما توانى يوماً عن الدفاع عن قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والقدس الشريف. كان صوته هناك صوت الحق، ورسالته صدى الإيمان بعدالة الموقف، وإصراره على أن الأردن لن يكون إلا الدرع الحصين والقلعة الراسخة في وجه كل من يحاول المساس بالثوابت.

إن الوقوف خلف القيادة الهاشمية في هذه المرحلة الدقيقة ليس خياراً، بل هو واجب وطني ووجودي. فالمملكة الأردنية الهاشمية، بقيادة الملك، تمثل نقطة التوازن والاتزان في بحرٍ متلاطمٍ من الأزمات، وهي البوصلة التي تحافظ على استقرار المنطقة وسط العواصف.

لقد كان خطاب جلالته في قطر بمثابة كلمة الحق في زمنٍ تختلط فيه الحسابات وتتداخل فيه المصالح. حزمٌ في الطرح، ووضوحٌ في الرؤية، وثباتٌ على الموقف. تلك هي سمات القيادة التي تعطي للأمة معنى، وللأردنيين عزّة، وتجعل من الأردن وطناً لا يعرف التردد ولا الارتهان.

نحن مع الملك في كل الاتجاهات، ومع الوطن في كل الميادين. نقف صفاً واحداً، سداً منيعاً، لنقول للعالم أجمع: هذا هو الأردن، وهذه هي قيادته الهاشمية، صوت الحق، ورمز الثبات، وراية العز التي لن تُنكّس ما دام فينا نفسٌ يتردد وقلبٌ ينبض بالإيمان.

فلتبقى يا سيدي، أيها الملك القائد، صوتاً للحقيقة ودرعاً للأمة، وليبقى الأردن بكم شامخاً، عزيزاً، حراً، لا يعرف الانكسار ولا يرضى إلا بالكرامة والسيادة عنواناً لمسيرته.