الى متى يا عرب ؟


بقلم : محمد الوشاح

نحن أمة لن تنتصر ، أقولها بواقعية شديدة في ظل قلب هزائمنا الى انتصارات ، مشهد متكرر مع كل حرب مع إسرائيل ، لم نتعلم منذ حرب 1967 والى اليوم من قراءة الأحداث بواقعية ، إذ لا زلنا نلجأ للمبالغة والتهويل والأحلام ، ونحن ندفع من دم أبنائنا وثروتنا القومية أثماناً باهظة ، ليحتفل تجار الحروب في فلسطين وعمان وقطر والعالم العربي بهزائمنا، وهي عندهم انتصارات لمجرد خسارة العدو في حرب من الحروب لفرد أو فردين من جنوده ، ونتبجح بعبارة ممجوجة بأننا منعنا العدو من تحقيق أهدافه .  
بالأمس قال حزب الله إن الكيان الصهيوني بات اليوم في أسوأ حالاته
، وايران تقول مع كل حرب مع العدو إن مخططات إسرائيل في كل هجوم على غزه ومدن ومخيمات الضفة الغربية باءت بالفشل ، وأن المقاومة الفلسطينية خرجت من الحرب أقوى من ذي قبل ، ونسوا بأن عرين الأسود مجرد زوبعة وخمدت ، وحماس والجهاد الإسلامي في غزه خسرت معظم قادتها وتحطمت قوتها . 

هزيمة حزيران 1967 تحولت عند العرب إلى مجرد نكسة ، رغم احتلال سيناء والجولان وما تبقى من فلسطين ، والخروج المُذل لصدام من الكويت حمل اسم أم المعارك رغم تدمير ترسانة جيشه وبلوغ الشعب العراقي لحالة مزرية من الهوان ، وحرب تموز 2006 في الجنوب اللبناني انتهت بانسحاب عناصر حزب الله من خطوط التماس وتدمير نصف بيروت تحولت إلى نصر إلهي ، وفي حرب أكتوبر 73 التي اعتبرها العرب نصراً خسرت مصر أراضي جديدة في منطقة الدفر سوار واحتلت إسرائيل مزيداً من الأرض في الجولان . 
 
وها نحن اليوم أمام هزائم جديدة في الضفة الغربية وغزه ، ولا زال القادة والشعوب يقلبونها الى انتصارات ، أسفرت في الحقيقة عن تدمير مخيمات غزه وجنين وبلاطه وتشتيت أهلها ، فإلى متى أيّها الأخوة يتوقف العرب عن تحويل هزائمهم الى انتصارات ويبقوا ينظمون المسيرات التي تعلو بها الهتافات ويرفعون اليافطات والشعارات ، وكأننا منتصرون ، الى متى .. الى متى !!