استطلاع جديد والحكومة هي المحور؟!

د.ضيف الله الحديثات 
لم اتفاجأ بنتائج استطلاع الرأي، الذي اجراه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية، وخاصة فيما يتعلق بالاسئلة حول حكومة الدكتور بشر الخصاونة، النتائج لم تكن صادمة أو غير متوقعة، لأننا تعودنا على نتائج مشابهة للحكومات السابقة .

الحكومة الحالية جاهر البعض بمعاداتها منذ اليوم الأول لتكليفها بشكل لا يمكن انكاره، قبل أن يعرفوا خيرها من شرها، حيث اصبح نقدها لغايات النقد والمناكفة بعيدا عن المصلحة العامة والاصلاح، كما أن اخرين حملوها أكثر مما تتحمل، وظنوا ان عليها توفير عصا سحرية لتحقيق أحلامهم وتطلعاتهم، دون جهد أو عمل منهم، وصبوا جام غضبهم عليها بمناسبة وبدون.

كما أن العبث بالمزاج العام والتأليب على الحكومة، أصبح حدث ولا حرج والشغل الشاغل عند خصومها السياسيين، وأصحاب المصالح الاجندات الخاصة التي تضررت من جدية الرئيس وفريقه الوزاري، في التعامل مع الكثير من الملفات ؟! مما جعل البعض يصاب بعمى الالوان، بحيث يرى الأبيض اسود والجميل قبيح، ويتكلم قبل أن يفكر أو يعرف الحقيقة !!

 حكومة الخصاونة، كان الله في عونها، جاءت في أصعب الأوقات وادقها، بعد ان أصبحنا غير قادرين على التصدي لكورونا وافرازاتها، كنا لا يمضي يوما دون ان نفقد اعزاء واصدقاء لنا، واصبحت مستشفياتنا تغص بالمصابين، واقتصادنا شبه معطل، ودول العالم التي تقدم لنا القروض والمساعدت والمنح، أصبحت مشغولة برعاية مواطنيها فقط .

وكانت بورصة الأسعار العالمية في تصاعد مستمر، للكثير من السلع والخدمات، بسبب شح الإنتاج وزيادة الطلب، وقلة التصدير، عندها بدأت الحكومة تكافح وتنافح، للخروج باقل الخسائر، ودخل العالم من جديد في نفق مظلم، بعد ان دارت رحى الحرب بين روسيا و اوكرانيا، ارتفعت الأسعار أكثر وأكثر ، واصبحت حكومة الخصاونة أمام تحدي جديد.

رغم هذا وذاك لم تتخلى عن دورها في دعم الكثير من السلع، واعفت اخرى من الضرائب والرسوم، وطبقت رقابة صارمة على الأسواق، واستمرت بالزام القطاع الخاص، بعدم الاستغناء عن أي موظف وعامل، حتى وصلنا لمرحلة من التعافي، وبدأ النشاط الاقتصادي يتحرك ويدور بشكل يحق لها أن تفتخر به، فارقام السياحة بكل انواعها، غدت تثلج الصدر، والشركات الوطنية ارتفعت ارباحها، مقارنة مع السنوات الماضية حيث أعلنت شركة البوتاس قبل أيام عن تحقيق أرباح غير مسبوقة. 

 ففي ظل هذه المعادلة، كان الاولى ان يكون الاستطلاع، هذه المرة مختلفا تماما، من حيث الأسئلة، لتبدل الظروف والمعطيات على الأرض، والسؤال الذي يجب أن يكون حاضرا كيف استطاعت الحكومة الخروج من الأزمات بأقل الخسائر؟ ومن هي الحكومة الابرز التي تغلبت على المصاعب والازمات خلال ربع قرن مضى؟؟