قراءة| هندسة الإصلاح أم إنجازه ! ...وصفات معلبة غير صالحة للأكل.



بقلم المهندس أبي الحارث خالد بدوان السماعنة 

هل الرغبة إلى فريق حكومي جديد يدير الدفة والتي ترشح بها صالونات السياسة الخلفية سببها وجود فريق جاهز بعقول يابانية أو ألمانية تم استيراده ليحل محل الفريق الحالي الذي ترى الكثيرين ينتظرون رحيله بفارغ الصبر ؟!

بالطبع لن يتم استيراد أحد بمثل هذه المواصفات ..مع أن قناعتي الشخصية تؤكد على أن الخلل ليس في الفريق الحالي، ولكنه خلل متراكم طوال عقود مضت أسه وأساسه لغة المحاصصة التي يدافع عنها الجميع وباستماته، وأما من جهة أخرى فالتفنن في كيل التهم للآخرين دون وقفة مع النفس لمحاسبتها.

لنكن صريحين مع أنفسنا .. لن تقوم لنا قائمة كتلك التي نرجوا حتى نتخلى عن الأدوات القديمة التي كانت سببا رئيسا في تأخرنا عمن كانوا خلفنا بسنوات.

لن تقوم لنا قائمة ما دمنا لم نتخل عن اللهاث خلف المكانة التي تحققها لنا الوظيفة واستغلال المناطقية لتحقيق المكاسب  الشخصية حتى وإن كان ذلك على حساب رفعة وطن.

حتى لو تمكنا من استحداث فريق آلي عبر استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وأسندنا إليه زمام الأمور فكانوا هم صناع القرار في الدولة، فسيصطدم هذا الفريق بواقع البنية الاجتماعية التي لها ثقلها في توليد قوة شد عكسية -إن لم تحل - فإنها تؤدي إلى عدم أخذ المساحة الكافية من الحرية في صناعة القرار واتخاذه.

هذا الفريق الآلي بامتياز ستجده نفسه  يقدم تنازلات بعد مواجهته لمعاول وعصي المناطقية والمحسوبية، والاعتبارات والأعراف الإدارية المقررة معنويا والتي تؤصل لقضية التوازنات بغض النظر عن المهنية والكفاءة.

إذن فالعلة لا تكمن في صناعة قيادات بعقول (روبوتية)، ولا في استيراد خطط وسيناريوهات مكتوبة على الأوراق فقط! ..
 
متى لم يتم إيقاف لغة المحاصصة ووقف جعلها هي الطاغية على المشهد ولو على حساب الحرفية والمورد البشري المتميز، والوقوف أمام قوى الشد العكسي التى تتدخل في كل صغيرة وكبيرة متمادية في ذلك دون أدنى اعتبار لمفهوم الدولة وهيبة مؤسساتها - متى لم يتم وقف ذلك - فلا وجود لخلطة سحرية تغير الواقع في لحظة.

لي الحق في أن أسأل: من المستفيد من بقاء الأردن -متأخرا- في عملية الإصلاح الإداري؟! أو حتى في عملية الإصلاح الحزبي التي أكد جلالة الملك -حفظه الله - عليها في رؤية التحديث الاقتصادي.

من المستفيد الأول من كبح جماح فروسية صناع القرار في الدولة الأردنية لتغيير الصورة النمطية التي تتردد على ألسنة الأردنيين أنفسهم قبل غيرهم بأن الحكومات المتعاقبة هي أس البلاء والفساد؟!

نحن أمام ربيع أردني بتوجيهات سيد البلاد .. ثورة أردنية بقيادة هاشمية لإخراج الأردن من سياق متراجع يريده أعداؤه له ...ولكن حتى يتسنى للأردن ذلك فلابد من إقصاء من لا زالوا غارقين في الوصفات القديمة ولم يعوا بعد أن الأردن الحديث يحتاج عقول نيرة وأيادي نظيفة لصناعة التميز الذي ما زال الإردن حتى الساعة ينافس ليحوز قصب السبق فيه.