تذكرت يوم أمس مقولة كان يرددها والدي عليه رحمة الله، "هذه البلد الله حاميها برجالها" مع قناعتي الأكيدة اننا مجتمع قوي قادر على النمو والاستمرار، رغم الصعاب والعقبات، بتعاون وتكاتف الجميع. أمس نقلت لنا وسائل الإعلام، خبر زيارة رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة لقضاء الجفر، ولقائه المواطنين هناك والاستماع لمطالبهم، والاطمئنان على احوالهم، وإصداره الأوامر بالإسراع بتنفيذ بعض الخدمات لهم، التي تتعلق بالزراعة، والأراضي، والمياه؛ لتثبيتهم على ارضهم من خلال توفير مصادر للعيش، وذلك تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني، بالخروج للميدان وتلمس احتياجات الناس. الزيارة كان لها اطيب الاثر في نفوس أهلنا في الجفر .
"لاقيني ولا تغديني" هي طبيعة متأصلة في المجتمع الاردني المتسامح المتحاب، وهذه الخصلة لا يجيد استثمارها أو الاستفادة منها، إلا الأذكياء والنشامى، الخصاونة رجل لا تفوته صغيرة أو كبيرة، دون أن يستثمرها لتعميق محبة الاردن وجلالة الملك في نفوسنا، وزيارته للجفر تندرج في هذا الاطار.
اما عمال الوطن فهم من الفئات التي ظلمت، في عهد الحكومات السابقة، لكن هذه الحكومة لم تغفل عن هذه الشريحة من المجتمع، فما أن كلفت، حتى بدأت برفع رواتبهم وتثبيتهم، بوظائف دائمة وعلى مراحل، ووصل الأمر بأن يخصص لابنائهم بعثات دراسية مجانية، تقديرا لدورهم الهام في خدمة المجتمع، بالتعاون مع القطاع الخاص، وهذا غير موجود في دول كثيرة مثل أمريكا وأوروبا ودول شرق آسيا، لكنه ليس غريبا على الاردنيين.
بعثات ابناء العمال، المقدمة من جامعة الزرقاء الأهلية، علمت بها امس وانا أسير على طريق المفرق، فقررت ان اغير اتجاهي واذهب إلى الجامعة، لاتحقق من الامر، التقيت الدكتور محمود ابو شعيرة، رئيس مجلس إدارة الجامعة، الذي أكد أن القطاع الخاص، رديفا قويا للحكومة، والبعثات المقدمة من الجامعة بالتنسيق مع وزارة الادارة المحلية، ليست منَّة بل واجبا وطنيا .
هنيئا لأهل الجفر وعمال الوطن، الذين لم تغفل الدولة عنهم، فالرئيس رجل الميدان، يستحق الف قبلة على جبينه، وهو من تراب هذه الأرض، يعرف قريقرا وجحفيا ومكاور وأم البساتين أكثر من ساكنيها ، وهو الذي لا يتوانى أو يتردد، في اتخاذ القرارات التي تصب في مصلحة المواطن الاردني، جلالة الملك حفظه الله اثنى على جهده، قبل أيام قليلة في الجلسة الختامية للقاء التفاعلي لرؤية التحديث الاقتصادي، واضاف "بدنا نحل مشاكلنا ونبني مستقبل أولادنا"
والف قبلة اخرى، على جبين ابو شعيرة، الذي استلهم من رؤى القائد أكثر من غيره، وأدرك ان الاهتمام بالمجتمع، علما ومعرفة هو تحصين لجبهتنا الداخلية ومحافظة على لحمتنا الوطنية.