الدغمي رئيسا لمصلحة الوطن؟

د. ضيف الله الحديثات 
منذ الصبا قدمه اقرانه، قائدا ورائدا لهم، لما يتمتع به من نبوغ وعزت نفس وقوة شكيمة، وعندما تقدمت السنوات وتلاحقت الايام، وتخضبت تجاربه وتعمقت، ما بين السلطات الثلاث، من حارس عنيد للعدالة، ومشرع فذ لا يهادن على مصلحة الوطن والمواطن، الى وزير يتحسس اوجاع الناس ومطالبهم، ويستمع للضعيف قبل القوي، يقدم ولا ياخذ. 

مايزيد على ربع قرن، لم يغادر قبة العبدلي، وعندما كان يفكر بمنح نفسه استراحة محارب، ترفض قبيلة  المليون، بنى حسن، ان يترك الميدان ليوم واحد، لادراكها ان فارسها لا يشق له غبار، ولا يعرف الالتفات للوراء في الأوقات الصعبة، والظروف الدقيقة. 

معالي رئيس مجلس النواب المحامي عبد الكريم الدغمي، رجل المهام الصعبة، وجوده على رأس السلطة مهم جدا لضبط إيقاع مجلس النواب، في ظل ظروف دقيقة وتحولات خطيرة، حيث وضع مقعد رئيس مجلس النواب في مكانه الحقيقي الذي يستحقه. 

لذا فإن الدولة الأردنية، بكافة مكوناتها، من مصلحتها ان يستمر ابو فيصل، يزين مقعد رئيس مجلس العبدلي، لما يجمعه من صفات عز نظيرها، اولها: زعامته لاكبر عشيرة اردنية، وامتلاكه الحكمة، والارادة القوية، والعلم، وطلاقة اللسان، والرأي السديد، والانتماء الخالص لتراب الوطن وقيادته. 
ما يدخل الفرحة على النفس، الاستقبال الكبير الذي يحظى به الرجل، والترحيب الذي لا ينتهي، وهو يزور بيوت الاردنيين، في كافة أنحاء المملكة، وكان اخرها زيارته لعشيرة الكعابنة في منطقة ام الرصاص، قبل عدة ايام، حيث احتشدت الجموع لاستقباله والفرح بقدومه.

في الثالث عشر من هذا الشهر، تبدأ أعمال الدورة العادية لمجلس النواب، والتي تبدأ بانتخاب رئيس للمجلس، والمعلومات والمؤشرات، تؤكد ان الطريق غدت أكثر وضوحا وأن الدغمي، سيحتفظ بموقعه الحالي، بعد نجاحه الكبير في إدارة المجلس في دورته الحالية. 

واليوم اصبح منافسيه، أكثرُ ادراكا بأنه رئيسهم القادم، واخذ بعض النواب، الذين لديهم طموحات في مناصب إدارية في المجلس، يعمل ليلا نهارا للتحالف معه . 

معالي الرئيس، مبارك لنا رئاستك مجلسنا لهذه الدورة والدورة القادمة بأمر الله، فشخصيتك وقدرتك الإدارية، وسياستك المتوازنة، وقربك من الجميع، ذكرتنا بالاوائل الذين قدموا دون منة، أمثال عبد الهادي المجالي وعبد اللطيف عربيات وسليمان عرار وغيرهم عليهم رحمة الله، اما انت حفظك الله، وامدك بالصحة والعافية وطول العمر، وابقاك سندا قويا لدعم مسيرة الاردن المباركة، تحت ظل جلالة الملك عبد الله الثاني.