كُتب بالخط العريض، سؤال غير بريء، وجهه احد اعضاء السلطة التشريعية، للحكومة حول شراء امانة عمان سيارة، لاستخدامات الأمين الوظيفية، تم تسريب الوثيقة للإعلام، ولوسائل التواصل الاجتماعي؟! شيطنت الرأي العام، واربكت المسؤولين في الامانة! وخلقت حالة عدائية تجاههم، وتجاه الحكومة.
الزوبعة هذه، جاءت والأمانة عبارة عن ورشة كبيرة، من البناء والإنجاز، في كافة المجالات، يرفع لها قبعات أصحاب الفهم والادراك، فلا تكاد ان تمر في أغلب شوارع العاصمة، الا وتشعر بالزهو والفرح وطيب الخاطر، من النظافة وادامتها، والتنظيم وسرعة والوصول للمكان المطلوب، بفضل الطرق الجديدة، والتوسع باشادة الجسور وتعمير الانفاق، مع المحافظة على الطراز المعماري المميز لعمان الحبيبة.
قد لا تشفع هذه الأنجازات للأمانة وامينها، لكن عندما يتميز الشواربة، عمن سبقوه منذ اليوم الاول، ولسان حاله يقول "ما عندي لحى ممشطة" الجميع سواسية، في الالتزام بساعات الدوام والشفافية في العمل وسرعة التنفيذ.
وإيقافه بعض الموظفين عند حدهم، والذين كانوا يتسلمون رواتبهم ومكافأتهم دون دوام او حسيب او رقيب، واصطلح على تسميتهم "بالمدعومين" كما ووضع حد لشلال فساد التعيينات، التي كان يظفر بها، اقارب أصحاب الاصوات المرتفعة، والذين كانت إرادة المسؤولين مرتهنة لهم، وهذا الأمر خلق له الكثير من الاشكاليات و"التنبيش عليه" ووضع العراقيل، وإطلاق الإشاعات أمام اي عمل يقوم به، كل هذا ألا يستحق أن يشتري سيارة وظيفية؟!
سيارة امين العاصمة، ثمنها الحقيقي لا يتجاوز ثلاثين ألف دينار، قبل الجمرك، وبعده يصبح ثمنها ٨٠ الف دينار، يعني خمسين ألف دينار من خزينة الدولة الأردنية تعود لخزينتها، مع العلم ان عددا لابأس به من دول العالم تتلف أو تصدر السيارات، التي يمضي على استخدامها أكثر من خمسة سنوات، أو عندما تبدأ بالحاجة للصيانة، واذا علمنا ان سيارة الأمين عمرها ست سنوات وتحتاج لصيانة، بأكثر من نصف ثمنها، فما هو التصرف الأفضل هنا؟! في الوقت الذي يحتاج فيه لسيارة قادرة على الوصول لمشاريع الأمانة الكثيرة ؟
اذا ما قارنا امتيازات "عمدة المدينة" مع ما يحصل عليه بعض رؤوساء بلديات مدن وعواصم عربية واجنبية، يتأكد لنا اننا نجلد بعضنا دون رحمة أو تفكير! فهل المطلوب منه ان يركب حصان ابيض ويتجول بين الدواوير، ويقود بكب "ابو 4شناكل" ويوصل به الأسمنت وخشب الطوبار للورش، ويهتم ب ال Show أكثر من الإنجاز، ويترك الأمانة لفلان وعلان ،يعينوا وينقلوا ويفسدوا، وعندها نقول الأمين شغيل!!
لم احض بفرصة معرفة ولقاء معالي الدكتور يوسف الشواربة، لكنني مراقب جيد لما يقوم به مع زملائه في الأمانة، وآخرها محطة طارق لركاب الباص السريع، التي اثلجت صدورنا، ورسمت البسمة على شفاهنا ونحن أحوج ما نكون للفرح والتباهي، ومن يتصيدون في المياه العكرة، كان الأحرى بهم ان يسألوا عن الخطط المستقبلية، وشكل عمان بعد عشرة سنوات!!
كما انهم لا يعلمون ان امين العاصمة، معين من الحكومة التي وافقت على شراء السيارة، ورئيسها اقصد دولة الدكتور بشر الخصاونة، لا يوجد عنده "يمه ارحميني" لو يقع اي مسؤول في خطأ أو تقصير لا يخجل من عزله، أو محاسبته.
أدام الله الوطن، وأدام إنجازاته، وحفظ الملك المفدى ،وشعبنا الطيب الاصيل.