اصاب رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة الهدف، خلال لقائه مع شبكة "بي بي سي" عرب، حول علاقتنا مع طهران، عند قوله اننا نسعى بان تكون علاقتنا مع ايران صحية، واضاف ان المملكة لم تتعامل مع إيران يوما واحدا على أنها مصدر تهديد للأمن القومي، وان وتيرة التهديدات الإيرانية لدول الجوار تراجعت، تصريحات الرئيس انسجمت مع استراتيجية الدولة الاردنية المبنية على الوضوح والمكاشفة، فاظهر براعة كبيرة في لفت نظر دول العالم لأهمية الاردن كنقطة ارتكاز على الخارطة الدولية.
تصريحاته القوية هذه، جاءت في الوقت المناسب، لانها رسالة غير مباشرة لجميع الاطراف في المعادلة الدولية الجديدة، مفادها ان الاردن دولة قادرة، على اتخاذ القرارات والتوجهات المناسبة، التي تصب في مصلحتها دون خجل او وجل، سيما وانها سبقت زيارة الرئيس الامريكي للمنطقة، في ظل زيادة حجم الصراعات، وبروز تحالفات جديدة في العالم، لا بل اصبحت بعض الدول تتسابق الى مصير مجهول.
ايران الحليف القوي، لروسيا العظمى والصين الكبرى، والند الصعب لإسرائيل ومن يدور في فلكها، يبدو انها تعلم اكثر من غيرها، أهمية دور الاردن في المنطقة كلاعب رئيس لايمكن مناكفته أو محاولة تهميش دوره، فلم تتأخر كثيرا بالرد على تصريحات رئيسنا، وعلى لسان المتحدث باسم خارجيتها ناصر كنعاني، حيث قال ان بلاده ترى ان علاقاتهم مع الاردن جيدة وان الظروف متوفرة لتعزيزها بشكل افضل.
الدولة الاردنية، تدرك تمام الادراك ان اسرائيل لاعب خطير في المنطقة، يحاول اشغال العالم عن القضية الفلسطينية والمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس والتي هي تحت الرعاية الهاشمية، من خلال خلق عداوات وصراعات بين دول الشرق الوسط، لذا فان الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، كان اول من تصدى للارهاب والتطرف، ووقف في وجه تجارة المخدرات، في الوقت الذي كان ينأى بنفسه عن الدخول في حروب وصراعات "لا ناقة له بها ولا جمل" لهذا لا يمكن ان "تخيط المسلة الاسرائيلية" في جر عمان لحرب او صراع مع طهران، لتجريدها من طموحاتها النووية، التي قطعت فيها شوطا طويلا، لخلق توازن في منطقة الشرق الاوسط .
اعتدال وقوة الموقف الاردني، كانت جلية في مقابلة جلالته مع "سي ان بي سي" بقوله فلاديمير "شخص وطني جدا يؤمن بعظمة روسيا وهو محاط بفريق قوي" رغم ادراكه ان هذا الكلام، لا يعجب الولايات المتحدة وشركائها في المنطقة، حصافة واتزان مواقفنا السياسية ينطبق عليها المثل الشعبي "لا تحط بيضاتك في سلة واحدة" فالسلة الامريكية الاسرائيلية لا تؤمن الا بمصالحها فقط، والامة العربية لها معها قصص وحكايات، من الخذلان والتهميش، وضرب القرارات الدولية عرض الحائط، لذا فان الاردن المتصالح مع شعبه سيذهب لقمة الرياض، ومواقفه اصبحت واضحة من أي قرارات تتخذها القمة .