لسنا من أهل النكران والكفر بالمعروف


 محمد الوشاح 


قبل أقل من اسبوعين حضرتْ الى الأردن الفنانة اللبنانية الشهيره ماجده الرومي ، وأحيت على مسرح الأرينا حفلاً فنياً خيرياً ، خُصصّ ريعه لدعم الطالب المحتاج ، وبعد الحفل التقتْ في عمان عدداً من الشخصيات الرسمية والدينية  وألقت كلمة مؤثرة عن حال بلدها لبنان بعدما مزقته الحروب الأهلية ووصل الى ما وصل اليه من أوضاع أمنية واقتصادية سيئة ، حتى بات المواطن اللبناني عاجزاً عن توفير متطلباته المعيشية التي تسد رمق جوعه .

شاهدتُ بأم عيني الفنانه الرومي وهي تذرف الدموع بحرقة شديدة على وضع بلدها الجميل وشعبها الطيب الوديع ، وبعد أن مسحت وتمالكت نفسها دعت الشعب الأردني أن يحافظوا على هذه النعمة التي يعيشونها ، نعمة الأمن والأمان ورغد الحياة ، وتمنّت من صميم قلبها بدوام هذه النعمة على الأردنيين الذين معظمهم لا يشعرون أو يحسّون بها ، وقالت بأنها نزلت الى الأسواق وتجولت فيها وشاهدت الناس يتنقلون بكل أريحية وهم يتسوقون لشراء احتياجاتهم المتوفرة لهم .

نِعمٌ كثيرة أيها الأخوة موجودة في وطننا ولا يقدّرها بعض الناس وعلى رأسها نعمة الأمن التي يستحيل إنكارها ، وهي ممنوحة لنا بفضل الله أولاً وبفضل قيادتنا الهاشمية الرشيدة ووعي أجهزتنا الأمنية الساهرة على راحة المواطن والمقيم والزائر ، وإن كنّا قد عانينا قبل شهور من فلتان وفوضى سبّبه بعض الخارجين على القانون .

فقد استطاع جهاز الأمن العام في الأردن خلال الحقبة السابقة من السيطرة على الجريمة بشتى أنواعها والحدِّ من الظواهر الجرمية والسلبية التي كانت تؤرق المواطن وأمنه ، والقضاء عليها نهائياً أو تحجيمها ، وتمكن نشامى الوطن من إعادة حالة التوازن الأمني للمجتمع الأردني بمختلف مواقعه ، ومن تلك الجرائم التي غابت عن وطننا عمليات السطو المسلح على البنوك وأجهزة الصرّاف الآلي وشركات المال وسرقة السيارات وتفكيكها وإعادة تدويرها وبيعها ، والاتاوات والخاوات والزعران وممارسات البلطجيه وقصص الجوكر وأخوانه التي كانت تؤرق التجار والمستثمرين والمواطنين بشكل يومي وفي وضح النهار ، حتى اختفوا الآن واختفت بطولاتهم بصورة نهائية بعد أن أمسوا والحمدلله في قبضة الأمن وخلف القضبان .

والسؤال الذي يطرح نفسه ، ألا يستحق جهاز الأمن في بلدنا الشكر والعرفان ، الذي كان ولا زال يقوم بواجبه بكل احتراف ومهنية وإخلاص ، ونسأل أيضاً أين هم أولئك الكتّاب والنقّاد الذين كانوا يستلون سيوفهم ويهيّجون الناس ضدّ جهاز الأمن ومنتسبيه عندما كانت الجريمة في أوجها ، وخلاصة القول فنحن الآن نعيش في نعيم يحسدنا عليه الأشقاء في دول الجوار ، ولا أنسى جملة قالها لي أحد المستثمرين العرب ، يتعيّن عليكم أيها الأردنيون أن تصلّوا يوميا ركعتي شكر لله تعالى على نعمة الأمن والقيادة التاريخية في بلدكم .