عتب الرئيس،،

د. ضيف الله الحديثات 
تغير المزاج العام عند المواطن الاردني كثيرا بين الأمس واليوم، فالعديد من الخدمات التي كانت تقدمها الحكومات في حقبة السبعينيات والثمانينيات، حتى التسعينيات من القرن الماضي كانت قليلة جدا اذا ما قورنت مع الخدمات التي تقدمها الحكومة اليوم، لكن الاختلاف هنا ان أباءنا كانوا أكثر حكمة وإيجابية في نظرتهم للاشياء وأكثر إنتاجا واعتمادا على الذات. 

أباؤنا ساهموا بصنع رموزهم وقياداتهم الوطنية التي خلدها التاريخ، أمثال وصفي التل وحابس المجالي وغيرهم ، لأنهم التفوا حولهم واطاعوا أمرهم وشدوا أزرهم، وحفظوا سرهم، ولم يشككوا بافكارهم ونواياهم، وامنوا بالله والوطن وقدموا دون أن ينتظروا شكرا أو جزاءً . 

الرئيس الخصاونة خلال لقائه عدد من الصحفيين والكتاب يوم أمس، انتقد الحالة السوداوية عند بعض المواطنين، في نظرتهم للكثير من الأشياء مثل القرارات والتوجهات والبرامج والخطط الحكومية، فكل فعل أو تفكير بالفعل تقوم به الحكومة، هو محل شك وريبة واعتراض ورفض عندهم، وأصبحت مهمتهم تنحصر بالتشكيك في كل شيء، وخلق اجواء مشحونة، ووضع العصي في الدواليب، لاعاقة المسيرة وتأخير الركب. 


حديث الرئيس لا يخلوا من الغضب، والتعب في آن واحد وهو محق، فمن غير المعقول ان نظلم الرجل وفريقه الوزاري، ونضعهم في خانة الاتهام دائما، ونحملهم مالا طاقة لهم به. فهو الذي يعمل ليلا نهارا ليقدم واجبه ويبر بقسمه أمام الله والملك والأردنيين، على الإخلاص، والقيام بالواجبات الموكولة له بامانة ضمن الدستور والقانون. 


 الحكومة جاءت في وضع دقيق وصعب، لا بل كارثي، كان الله في عونها عليه، فهل من المعقول ان نناصبها العداء ونقف في وجهها ونوظف وسائل التواصل لمهاجمتها؟! كما يفعل أعداء الاردن وأعداء النجاح. 

لا نحتاج ان يبرر لنا الرئيس، سبب تفاقم مشكلتي الفقر والبطالة في المملكة، وزيادة المديونية والانكماش الاقتصادي، كون العالم بأسره يعاني من نفس المشاكل، والسبب كورونا الوباء الذي اشتاح العالم دون سابق انذار، لكن من حسن وطيب طالعنا ان يكون صاحب الولاية في هذه المرحلة الخطيرة، شخصية  قادرة على إدارة المشهد باقتدار مثل دولة بشر الخصاونة، وإلا كان وضعنا أكثر صعوبة وحرج. 

رغم هذا وذاك، حديث الرئيس لا يخلوا دائما من التفاؤل، بان القادم افضل، حيث اتفق مع ما سرب من الزملاء حول لقاء الرئاسة امس، بان المرحلة القادمة ستشهد استثمارات عديدة، واصلاحات إدارية شاملة،طالما انتظرناها كثيرا، بالإضافة إلى إغلاق ملف التوقيف الإداري ضد السياسيين.