الرئيس الخصاونة: المهمة الصعبة! محمد داودية

التفاؤل الذي صبغ كتاب التكليف مهم جدا. فاليائسون الضعفاء مسلوبو الإرادة الذين بلا عزم، لا ينهضون ولا يواجهون، بل قد ينتحرون.

وتفاؤل الملك يعتمد على يقين بالقدرة على ان في بلادنا عناصر قوة تمكننا من تحويل التحديات الى اجراءات. ابرزها كفاءة رجالات الوطن ونسائه وتوفر بلادنا على خبرات مواجهة وافرة. 

وشخص الرئيس هو احد عناصر التفاؤل لتكوينه ولكفاءته ولخبرته من جهة، ولقربه من الملك فترة كافية ليتشرب طريقة الملك في إدارة الملفات -وابرزها ملف الكورونا- بعزم الجندي ودقة الحاسوب.

ومن يدقق في كتاب التكليف سيجد ان الرئيس الخصاونة كان حاضرا وفاعلا من صياغته. 

في ظروف الأردن -والعالم- الأكثر صعوبة وخطرا، يكلف الملكُ بشرَ الخصاونة الذي تتوفر له فرص النجاح في حمل المسؤوليات الوطنية الحرجة الثقيلة! ولذلك شروط غاية في البساطة والبداهة !  

مطلوب في هذه المرحلة تشكيل وزارة سياسية، يختار الرئيس اعضاءها بعيدا عن عوامل الانتقاء التقليدية. مستفيدا من اخطاء سوء الاختيار التي وقع فيها سَلفُه المحترم. 

وان يكون الفريق الوزاري فريقه هو، هو من يختاره، لا  ان يكون الفريق الذي اختاره من سبقوه !

فثلاثة من هنا واربعة من هناك واثنان من تنسيب هذا وواحد من تنسيب ذاك، تعني ان الفريق الوزاري ليس فريقا!  

تلك صيغة ضعف وفشل قادم يُرى بالعيون المجردة، تعني كشكولا لا يربط اعضاءه الانسجامُ الضروري لإنتاج قرارات مواجهة تتميز بالدقة والموفقية. 

والناس تنتظر اسماء الفريق الوزاري لتحكم على الرئيس إيجابا او سلبا، على قاعدة ان الرئيس ليس هرقل الجبار ولا هو صلاح الدين الايوبي. بل هو طاقة وقدرة وعزم وارادة وآمال محدودة، كل ما عليه الآن ان يٌحسِن الاختيار، لأنه يحتاج الى من يسانده ويسنده والى من يحمل معه ومن يحمل عنه ! 

وفي نهاية اليوم، فنحن لسنا حزب الكنبة. ولا عصبة السوداويين المتفرجين الذين يتمنون الخطأ ! نحن أصحاب العلاقة الذين نحرص على نجاح الرئيس بشر الخصاونة في مهامه غير المسبوقة في صعوبتها. 

ونجاح الحكومة نجاح لنا.