«انا مش كافر..الجوع كافر..!!»

دق المواطن اللبناني جدران الخزان.. وقرع جرس الانذار..قبل ان يغادر حياة غيرمأسوف عليها، واختصر المرحلة التي يمر بها لبنان والمنطقة كلها، بعبارة دخلت التاريخ، وأصبحت عنوانا لعصر مظلم موحش، وتغني عن كل وصف.. وعن كل تفصيل.. وقد لف بها جسده الطاهر...» انا مش كافر.. الجوع هو الكافر».!!
هذه العبارة الموجعة بحجم لبنان... بسهوله وجروده وجباله وسواحله.. بجنوبه وشماله.. وبقاعه.. لا بل بحجم العالم العربي من الماء الى الماء.. وقد اصبح ميدانا للطامعين.
هي جرس انذار للفاسدين والمفسدين.. السادرين في الظلم.. السادرين في النهب والسلب والسادرين في العبث والمجون والفجور..
هي رسالة لمن لا يزال يقرأ.. بان المواطن العربي فقد القدرة على الاستمرار في هذه المهزلة.. في هذا العبث، ولم يعد قادرا على ابتلاع المر والعلقم والقطران، ولم يعد ظهره بقادر على تحمل سياط امراء الطوائف... امراء الحرب.. تجار السياسة.. لم يعد يحتمل البحث عن رغيف خبز في قمامات الحاويات فلا يجده..!!
وطن النجوم.. وطن الارز.. وطن فيروز والرحابنه. وطن جبران وميخائيل نعيمة.. تحول الى مجرد اقطاعيات وكانتونات لامراء الطوائف، يمارسون في دولهم الصغيرة كل احقادهم وفجورهم.. وقد عادوا ليصدروا صكوك غفران جديدة.. بعد ان تقمصوا دور فرعون « انا ربكم الاعلى «..!!..
هؤلاء الذين ضيعوا لبنان، وضيعوا شعبا بكامله، بعد ان دفعوا ابنائه الى الهجرة، والحكم عليه بالموت جوعا او انتحارا..!!
انهم –والله اسوأ من ملوك الطوائف.. الذي سلموا الاندلس لفرناند وايزابيلا، وهاهم بعملون على تسليمها الى خليفتهم القرصان « ترامب» وحلفائه.. هم اسوأ من ابي عبد الله الصغير الذي ضيع جنة الارض، وبكى مثل النساء.. على ملك لم يحافظ عليه كالرجال.!!
الجوع- ياسادة- هو اول علامات الزلزال، واول انذار للطغاة والفاسدين واللصوص والحرامية.. بان ايامهم اصبحت معدودة..
الجوع هو اول شرارة الثروات.. فما من ثورة اندلعت الا وكان الجوع هو سببها الاول..
الم يقل الصحابي الجليل ابو ذر الغفاري « عجبت لم لا يجد قوت عياله ولا يخرج شاهرا سيفه في الناس» انها دعوة للثورة، والخروج على الحاكم الذي يفشل في تامين الحياة الكريمة لمواطنيه.
لقد تصدى ابو ذر الغفاري رضي الله عليه.. للخليفة الراشد الثالث عثمان رضي الله عنه، عندما راى الاموال تصب في جيوب القرشيين من اقاربه.. وخاصة من حاربوا الدعوة الاسلامية في بداياتها... فغضب عليه عثمان،ونفاه ليموت وحيدا، كما عاش وحيدا.. وسيبعث وحيدا كما روي عن الرسول عليه السلام..
ابو ذر كان من مدرسة فدائي الاسلام الاول.. الثائر الخليفة.. الامام علي بن ابي طالب وهو القائل « لو كان الجوع رجلا لقتلته»..!!
ايها اللبنانيون الشرفاء استمروا في الثورة لتغير النظام الطائفي المقيت.. واقامة دولة مدنية قوامها المواطنة.. وزج امراء الطوائف والحرامية في السجون، بعد استرجاع اموالكم..
واسترجاع حريتكم وكرامتكم التي سفحها اللصوص..
فالحرية تليق بكم..
ايها الاحرار..