أبارك من سويداء قلبي للأردنيين كافة قيادة هاشمية كفؤة وأجهزة أمنٍ وجيش بطل وشعب أنموذج بمناسبة الذكرى الرابعة والسبعين لاستقلال المملكة الأردنية الهاشمية وعيد الفطر السعيد؛ وامتزاج المناسبات الوطنية والدينية سمة أردنية بامتياز عنوانها قيادتنا الهاشمية التي هي من سبط الرسول الأعظم محمد عليه الصلاة والسلام؛ وهذا العام له خصوصية الاحتفال في زمن جائحة كورونا حيث الجميع في تباعد اجتماعي وحظر منزلي ومسافات آمنة؛ حيث نجحت الدولة الأردنية في متابعة الملف الطبي للجائحة كأنموذج يحتذى وتعمل جاهدة على الملف الاقتصادي لتفادي الأخطار المحدقة به في زمان كورونا؛ وهذه أبسط نتائج الاستقلال لدولة قيادتها وضعتها على الطريق الصحيح لتشكل قصص نجاح عالمية في مختلف القطاعات لبلد طاقاته فوق الأرض وليس تحتها.
سيادة الدولة الأردنية واستقلالها تجلت في الدرر الملكية في ذكرى النكبة في زمن كورونا حيث جاء حديث جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله لمجلة دير شبيغل الألمانية للرد على الغطرسة الإسرائيلية؛ حيث إسرائيل كعادتها تحاول استغلال ذكرى نكبة فلسطين الحبيبة وتستغل جائحة كورونا وانشغال العالم أجمع بذلك لقنص بعض الفرص والتلويح بضم أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن ومنطقة شمال البحر الميت، وليردّ جلالة الملك بتصريحات نارية لصالح القضية الفلسطينية ليؤكد أننا لن نطلق التهديدات أو نهيئ لجو خلافي ومشاحنات بقدر ما نتمسّك وندرس جملة من الخيارات في حال فكّرت إسرائيل بعملية الضمّ هذه؛ وأنه في حال ضمّت إسرائيل أجزاء من الضفة الغربية سيؤدي ذلك حتماً إلى صدام كبير مع الأردن؛ والأردن مع دعم السلطة الفلسطينية لأنها إذا انهارت السلطة سيؤدي ذلك إلى مزيد من الفوضى والتطرف وعودة الإرهاب للمنطقة برمّتها؛ ومناسبة النكبة هذه تشكّل المأساة الإنسانية المتعلقة بتشريد وطرد عدد كبير من الشعب الفلسطيني خارج دياره، ليخسر وطنه لصالح مطامع الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة اليهودية ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية؛ وهذه التحذيرات الأردنية من رأس الدولة جلالة الملك المعزز وموقف الدولة إلى جانب الدعم الأممي والأوروبي والفلسطيني لهذا الموقف الأردني الصلب ترمي للتحرك أردنياً ودولياً وعربياً بقيادة جلالته للحؤول دون ضم المناطق المستهدفة من قبل إسرائيل حماية للقانون الدولي وعملية السلام؛ وهذا الموقف لوحده من لدن جلالة الملك يشكّل ذروة سنام سيادة الدولة الأردنية والاستقلال الحقيقي للدولة الأردنية.
والمفهوم الهاشمي للاستقلال مفهوم حضاري متكامل وليس مجرد عدم تبعية للأجنبي عسكرياً، إنه الخدمة والعدل والمساواة والنهوض بالإنسان وتعليمه ورفاهه واستمرار مسيرة العطاء واﻹنجاز وبناء اﻹنسان والاعتماد على الشباب والذات وحرية التعبير عن الرأي وفق الدستور؛ والاستقلال ليس مجرد وثيقة كتبها اﻷولون وتوارثها اللاحقون، لكنه توجيه للعقول صوب الحرية المسؤولة والوعي والكرامة والمواطنة والعيش الكريم.
واﻹصلاحات الشاملة والمستدامة التي ينعم بها اﻷردن وفق خريطة الطريق الملكية دليل على استقرار ثوابت الدولة وصمودها رغم الرياح العاتية في المحيط الملتهب؛ واﻷردنيون سواسية فيما بينهم ولا فرق بينهم سوى بما يقدمونه لوطنهم، ﻷن اﻷردن بني على وحدته وهويته الوطنية الجامعة وشرعيته الدينية الهاشمية التي تنتهج اﻹسلام النابذ للغلو والتطرف، ويعيش فيه المسلم والمسيحي أخوة في المواطنة، واﻷردن يحترم التنوع وينبذ التقوقع والطائفية المقيتة.
اﻷردن دولة رسالة ورسالته الحرية المسؤولة والسلام والعيش المشترك والنماء والمواطنة والكرامة اﻹنسانية؛ والأردن يتمتع بعلاقات طيبة مع جميع دول العالم على تناقضاتها الأيدلوجية والاقتصادية والعسكرية والسياسية، وهذا يعبر عنه في السياسة بالإرادة الوطنية الحرة.
الثقة بالمستقبل والتفاؤل يتجددان في ظل تحولات بنيوية عميقة أساسها مبادئ الثورة العربية الكبرى في الوحدة والحرية والحياة الفضلى؛ ولا خوف على مستقبل الأردن بالرغم من كثرة الحديث مؤخراً عمّا يدعى صفقة القرن؛ والمواءمة في معادلة الأمن والديمقراطية وصمود اﻷردن في محيط سوار ملتهب وفي خضم عالم شرق أوسطي يعيش ويلات الحروب وأكثر وتتلاطمه أمواج الإرهاب والتطرّف، دليل على نجاح قيادة جلالة الملك المعزز في ضبط أمننا الوطني بأبعاده المختلفة.
قواتنا المسلحة الأردنية الباسلة وأجهزتنا اﻷمنية درع الاستقلال وحاميه التي يزين تاجها الجيش العربي، لم يتوانوا يوماً عن نجدة أشقائهم العرب في فلسطين وكل مكان؛ فتحرير الإرادة الأردنية من الانغلاق والانكفاء والتقوقع جعل الدبلوماسية الأردنية مسموعة محلياً وعربياً ودولياً، وجعل الأردني مرحبا به أينما ذهب.
المطلوب المحافظة على نِعَم الاستقلال ومبادئ النهضة العربية الكبرى والمضي بها قدماً للإمام؛ والحضور العالمي لقيادتنا الهاشمية ولوطننا اﻷشم جعل منه حاضنة لتطلعات الوحدة العربية والعمل العربي المشترك، والدبلوماسية العالمية والعلاقات الدولية المتنامية؛ ولن ننسى مواقف جلالة الملك والقيادة الهاشمية والوقفتين الرسمية والشعبية في سبيل نصرة القدس وفلسطين بعد حادثة نقل السفارة الأمريكية للقدس، فالمواقف الأردنية تجاه القدس وفلسطين تاريخية ومن القلب.
وأخيراً؛ في يوم الاستقلال وأعياد الوطن نرفع الهامات عالياً اعتزازاً وفخراً وإكباراً بقيادتنا الهاشمية وجيشنا وأجهزتنا الأمنية ومواطننا ومنجزاتنا الحضارية على الأرض، ونستذكر مسيرتنا المظفرة صوب أردن عصري مدني ومتحضّر؛ ونستذكر مواقف السيادة الوطنية الأردنية وحرية الكلمة وقوة وصلابة الموقف الأردني وثوابت الدفاع عن القضية المركزية الأولى القضية الفلسطينية.
وكل عام وأنتم والوطن وقائد الوطن والجيش والأمن والشعب بألف خير