المتتبع للمشهد العام في المملكة يجد أن أغلب مؤسسات الدولة الأردنية، تحركت على قدم وساق للوقوف صفا واحدا لمواجهة الفيروس اللعين كورونا، بعد أن بدأ هذا الخطر غير المسبوق بالعصف بشعوب العالم.
وللانصاف فإن الجهد المشترك، لم تغب عنه أي من الوزارات والمؤسسات الأردنية على الإطلاق، لكن انجازاتها كانت بدرجات متفاوتة، وهنا نضع الأمور في نصابها إذ قلنا أن دور وزارة الحكم المحلي ممثلة في 100 بلدية موزعة في جميع أنحاء المملكة ومجالس الخدمات المشتركة قد تخطت الجميع، نستثني هنا الجيش درع الوطن والأجهزة الأمنية الساهرة على راحتنا.
منذ أن أعطى سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني إشارة البدء، للنشامى بمحاصرة هذا الخطر، حتى شكلت وزارة الحكم المحلي غرفة عمليات على مدار الساعة، لتوجه البلديات والمجالس المشتركة، بأن تكون خلية نحل بالوصول الى كل شارع ودخلة وزاوية في وطننا العزيز وقدمت لها المساعدات الطارئة من خلال بنك القرى والمدن ذراعها المالي .
أولى خطواتها المباركة كانت بتوزيع الخبز، على المواطنين بعد الحظر ضمن أسس وقواعد التزمت بها أغلب البلديات،والمهندس وليد المصري وزير الإدارة المحلية الشجاع لم يتردد، بأن يتخذ القرارات الفورية ويضرب بيد من حديد منْ تسول له نفسه بأن يتقاعص عن أداء واجباته الوظيفية على أكمل وجه .
الكثير منا مغرم بالغرب وانجازاتهم، لكننا اليوم تجاوزناهم بفضل الله عز وجل ووقفة قيادتنا المظفرة التي تعودنا عليها وانحياز المواطنين للدولة والاستماع لصوت الحكمة.
لنا الحق كأردنيين أن نشعر بالفخر والاعتزاز، ونحن نشاهد أفعالا حية تقوم عليها البلديات مثل غسل شوارع المملكة بالماء والصابون والمعقمات، بالإضافة إلى تعقيم المحلات التجارية والبنوك وشركات الاتصالات والبيوت وساحات المستشفيات ومديريات الدفاع المدني صباحا ومساءً، وان جاز أن نقول كل الأراضي الأردنية تم "شطفها" وتعقيمها، وهو الأمر الذي لم تقم به أمريكا وبريطانيا وفرنسا.
والأمر لم يتوقف عند غسل الشوارع، بل إدامة النظافة وجمع النفايات بشكل أكثر دقة، ونقل الأدوية للمرضى من المراكز الصحية والمستشفيات وغيرها الكثير من الخدمات.
قبل يومين التقيتُ احد رؤساء البلديات، وشاهدت علامات التعب بادية على وجهه، وسألته عن السبب أجاب "شغل شغل يا اخوي والله الوزير مش مخلينا نهدأ ولا نقعد وأضاف الله يحفظ هالبلد بدنا نوقف رجال بالظرف"
عندما نكتب عن وزارة الادارة المحلية، لا نقلل من دور الصحة مثلا، لكنني أجزم أن المعادلة غير عادلة في إبراز الدور المحوري الذي نفتخر به للبلديات في الإعلام الاردني على أقل تقدير، لكن أعود للوراء احيانا واقول ان الوزير العتيق المصري يعمل ويجتهد بصمت، وانجازاته منذ سنوات تتحدث عن وزارته، حفظ الله الوطن والقائد والشعب وابعد عنا كل مكروه.