خطاب إعلامي يديره وزيران بتفوّق

 نيفين عبدالهادي


كورونا، ومجى تقبّل من يقدّمها للإقتناع بها بداية، ولنيل ثقة المتلقي بها من جانب آخر، وهو ما نجحت به حكومة الدكتور عمر الرزّاز يتوجهات من جلالة الملك بشكل يمكن القول بأنه نال علامة التقييم كاملة شعبيا، ربما ليس في الأردن فقط إنما أيضا في دول الإقليم والعالم.

أطّرت الحكومة رسالتها الإعلامية بإطار واضح منذ بدء أزمة «كورونا» بأن تكون الشفافية والوضوح أساسا لكل ما يعلن عنه من خلالها عن تفاصيل الأزمة، فكان أن أدارت هذا الجانب الهام جدا بكل مهنية واحترافية، مقدمة بذلك مصلحة المواطن وسلامته على أي تفاصيل أخرى، فكان خطابها واضحا شفافا ثريا بالمعلومة الصحيحة بأعلى درجات الشفافية، والمتابعة لأدق تفاصيل ما يتم تداوله بالشارع المحلي.

وبرزت خلال هذه الأزمة جمل باتت شعارا للمرحلة، يتم تداولها بشكل دائم عندما يكون الحديث عن «الكورونا» وهو بطبيعة الحال ما يتسيّد أي حديث اليوم، فباتت جملة وزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد العضايله (حماكم الله، وحمى صحّتكم، وأحبّاءكم، وحفظ الوطن وقيادته، والإنسانيّة جمعاء من شرّ هذا الوباء. نحن في خدمتكم، ونجاحنا بالتزامكم)، والتي ينهي بها كافة الإيجازات الصحفية التي يقدمها ثلاث مرات يوميا، فغدت ماركة مسجّلة له وشعار مرحلة للكثيرين، والذي يؤكد من خلاله أن نجاح الحكومة عمليا في تجاوز هذه الأزمة «بالتزام» المواطن، ليختصر بهذه الجملة رسالة وجهد الحكومة والأجهزة الامنية، ولا أبالغ إذا ما قلت أننا بتنا نحفظها ونرددها يوميا كشعار لتجاوز الأزمة.

وزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد عوده العضايله تفوّق خلال هذه الفترة وتمكن من نيل ثقة منقطعة النظير شعبيا في كل مفرداته وكلماته، لتصبح ايجازاته الصحفية وجبة دسمة بالمعلومة ينتظرها المواطنون، لتكون اليقين الذي يقطعون بها شكّهم بأي معلومة خاطئة يتم تداولها، أو حتى أي استفسارات تدور في أذهانهم.

وفي الجزء المتعلق بالشأن الصحي وتفاصيل الأزمة وتبعاتها في هذا الجانب، نال وزير الصحة الدكتور سعد جابر نسر من نسور جيشنا العربي، اللواء والطبيب والوزير، رتبة الشعبية المطلقة في الشارع المحلي، ليصبح لكلماته صدى وردود فعل فورية يؤخذ بها محمل الجدّ والثقة والعملية، ليردد المواطنون جمله في كل الحوارات حول فيروس الكورونا، يؤخذ بها مرجعية علمية وصحية، ايمانا من الجميع بأن الدكتور جابر بحر علمي، اضافة لما يتمتع به من «كاريزما» في ايصال المعلومة بأسلوب انساني راق وحضاري وعلمي وبلغة بيضاء قريبة من الجميع.

الدكتور جابر، الذي أصبح ايجازه الصحفي جزءا من يوم كل الأردنيين ينتظره الجميع، ويستمعون له بثقة، سجّلت له جمل وعبارات غدت أيضا شعار مرحلة وكلمات يرددها الجميع بفخر وإعجاب، سيما تلك العبارات التي تحدث بها عن نفسه وهو ابن المدرسة العسكرية، والتي دون ادنى شكّ ستكون علامة بارزة في تاريخ المرحلة، ففي قوله (أنا عسكري وجندي قبل أن أكون وزيرا، فليس بالعسكرية رجاء، و لكن أرجوكم كمواطن غيور لا تفشلونا في الحفاظ على الوطن)، كلمات تتفوّق على بلاغة اللغة العربية، وتجعل من الالتزام واجبا ومسؤولية بأسلوب أجزم أنه تفوّق بأعلى درجاته.

حتى في كلمة الدكتور جابر «ابشر سيدنا» وسنكون «قدّها» كلها كلمات وعبارات خصصت له مكانة تليق به وبعمله الدؤوب لصالح المواطن وسلامته، طبيب القلب، الذي يمكنه اليوم القول بأنه نال شهادة اضافية على شهاداته العلمية المميزة، شهادة ثقة شعبية من كافة المواطنين.

يمكن الحسم بأن الحكومة نجحت في خطابها الإعلامي، الذي يعدّ أساسا في نجاحها بل تفوّقها في إدارة أزمة الكورونا، برئيسها وكافة طاقمها الوزاري.