ووهان) سوف تكون مرة أخرى في تاريخ الأبطال

 خالد الفضلي 

 كان جسد (ووهان) ساحة المعركة ضد وباء (كوفيد-19)، وفيها تجلّت قوة الصين والروح الصينية الوثابة، وتجلّت أيضاً مشاعر الأمة الصينية المتدفقة، لتتعافى وتنهض من جديد وترتفع فوق كل حطام خلّفه المرض، وفوق كل حاقد وحاسد، وفوق العنصرية الضمنية (وأحيانًا الصريحة) في العديد من الردود على الصينيين، في جميع أنحاء العالم، التي تجعلني أتساءل: إلى أي مدى وصلنا حقًا كعائلة بشرية.. وماذا تبقى للضمير الإنساني؟ النصر الذي حققته الصين كان كالصفعة في وجه الإعلام الغربي المتحيز دائماً ضد الصين (وكأنه مُشفر بطريقة أو بأخرى في الحمض النووي الجيني للصحفي الغربي)؛ الإعلام المُتسلّل إلى عقول البسطاء همّهُ الأول فقط تقويض الصين بكل طريقة ممكنة، متجرّداً من النزاهة والمصداقية والشفافية؛ الإعلام الوبائي المُنتشر في وسائل الإعلام الرئيسية والاجتماعية المُسيّس بمعاداة الصين، يَرمي لتوليد أعمال عنف ضد الآسيوين وضد الصينيين على وجه الخصوص. رجالات هذا الإعلام لديهم في الأساس عنصرية في دمائهم، وتقاريرهم ليست سوى مرآة مقعّرة لما يَرسخ في باطن عقولهم من مؤامرات. (ووهان) اليوم مسرح خالد وشاهد على قصة بطولة سطّرها الشعب الصيني، وأغلق أخر صفحة من صفحات المجد الذي توهَجت فيه الأنسانية بأبهى حُللِها. (ووهان) اليوم قالت لنا كيف تكون أنسان في أقسى الظروف وكيف تبنى الأوطان بأرواح أبنائها. شي جين بينغ القائد الاستثنائي إن مكانة الصين الدولية اليوم وصلت إلى مستوى غير مسبوق لم نشهده في العصر الحديث من قبل؛ ويرجع ذلك إلى حكمة القيادة الفائقة التي يتمتع بها الرئيس "شي جي بينغ"، التي لطالما لفتت انتباه المجتمع الدولي باستمرار وكانت محل أشادة وترحيب. إلى جانب عدد من اللحظات التاريخية الرئيسية التي أثّرت على الصين وأثّرت على العالم. كان الوباء يمثل التحدي الحقيقي للقيادة الصينية وللرئيس "شي جي بينغ" تحديداً، من أجل الوصل إلى بر الأمان في أمة التنيين وخلق مستقبل أكثر إشراقاً للصين والعالم في هذه الكارثة الكونية. بدء "زعيم الشعب" مع الكارثة بثقة لا تُقهر، مُثبتًا أنه ليس فقط "النور الموجّه للصين والعمود الفقري لـ 1.4 مليار صيني"، بل أيضًا "بلسم مهدئ" لعالَم كانت أعصابه مرهقة بسبب تفشي (كوفيد-19). فمنذُ اللحظات الأولى أعطى الأولوية القصوى لصحة المجتمع وخاصة المواطنين الأكثر ضعفًا، من خلال ممارسة وفرة من الحذر دون إدامة الخوف أو التضليل أو التعتيم الإعلامي؛ وعلينا أن نستمع فقط إلى أدمغتنا. في الختام، العالم في مفترق طرق لأخطر أزمة اجتماعية واقتصادية في التاريخ الحديث. ولنكن واضحين: إن وباء الفيروس التاجي ليس "سبب" هذه الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي بدأت تتكشف سراديبها. إنها "ذريعة" لتنفيذ "عملية" مُصمّمة بعناية (مُسمَّمَة بتضليل إعلامي)، تهدف إلى زعزعة استقرار الاقتصادات الوطنية، وإضعاف قطاعات كبيرة من سكان العالم، وتُضعف حرفياً حياة الملايين من الناس، وتجعلهم على شفا حفرةً من نار. *خالد الفضلي: أستاذ باحث في الفلسفة، ومتخصص بالشؤون الصينية، ومستشار رئيس الاتحاد الالكتروني الدولي للقلميين أصدقاء الصين للعلاقات الاردنية الصينية.