لمن الشكوى في مأدبا ؟!!


غاب عن المشهد في محافظة مادبا المسؤول الحقيقي، في الفترة الأخيرة، بسبب حالة التكلس والتقوقع والانطواء التي يعيشها بعضهم، خشية من الاشتباك مع المواطن، لضمان عدم الخطأ، على مبدأ سكن تسلم، أو عدي ايام وظيفية لعل القادم لا يوجد به مواطن.!!!

اليأس تسرب لنفس المواطن ، ففي مواقف
معينة أصبح الندب والشتم سمة بارزة على لسان الكثيرين، وهذه الحالة لا تحتاج إلى تفسير أو ترجمة او بحث عن اسبابها، فهي نتاج حالة الغياب شبه التام للمسؤولين عن المسائل العالقة، أو التي تراوح مكانها، مثلا قضايا القتل والثأر وحالة الطيش التي تحصد الأرواح، في جنبات المدينة وطرقها أضف لها النظافة وأشياء لا يتسع المقام لذكرها، فأصبحت حكومة عمان هي المعنية بها أو التي تبحث عن حلول لها.


مسؤولون في المحافظة، تشعر انهم يعيشون في بروجهم العاجية، حتى انهم لا يستلطفون تقديم إذن صاغية لبحث قضايا عالقة، تصب في مصلحة عامة أو الوطنية.

نقص الخدمات غدت السمة الأبرز، التي تطغى على المشهد في مأدبا بكل تفاصيله، فغياب المياه عن محافظة بأكملها ما يزيد عن عشرين يوما، دون مسوغ، والمسؤولين في ايجاز شهر عسل، والتي قد لا تنتهي ابدا، الا بعد إحالتهم إلى بيوتهم!!

اصحاب الأذن من طين وأذن من عجيب، غابت عنهم توجيهات صانع مجد الأردن المعاصر، الملك عبد الله الثاني بن الحسين، لا بل اقسموا أن لا يشاهدونه وهو يستمع للكبير والصغير ولم يختف خلف الأبواب المغلقة كما يفعل بعضهم!!

المادبوون لم تغب عن ذاكرتهم، أشخاص خدموا في المحافظة أمثال المحافظ محمد سميران والعميد رضوان العضايلة، وها هم يترحمون على ايامهم المجيدة حينما كانوا يواصلون الليل بالنهار، وهم يسرجون خيول الوطن، واقسمون أن يصلوا لنهاية الطريق، في خدمة الناس والوقوف على مصالحهم.

الكاتب: د. ضيف الله الحديثات