خرج علينا مسؤول سابق قبل ايام، يؤكد مدى نجاعة سياساته الاقتصادية التي اتبعها خلال فترة ولايته، بل وزاد على ذلك بانتقاداته لسياسات الحكومة الحالية التي زادت الامر سوءا بل وكانت سببا رئيسيا في تراجع المؤشرات الاقتصادية دون استثناء، عرض ذلك في حديث مع احدى الجهات بطولات مرحلته ، وانه لو تم تنفيذ سياستها لكانت هي المانع لما وصل اليه الوضع الاقتصادي الراهن الآن.
عند سماع هذا الحوار او الاطلاع على تفاصيله قد يُبهر المتلقي، وقد يطرح على نفسه العديد من الاسئلة والاستفسارات لتعود به الذاكرة الى حقبة ذلك المسؤول السابق والاسبق ومن سبق، كلهم على ذات الخطى كانوا ابطالا حقيقيين ومنقذين اصيلين ولم يؤخذوا فرصتهم لتنفيذ خططهم الحالمة وتحقيق رفاه المواطن من خلال تنشيط الاقتصاد.
المسؤول السابق ومن سبقه، نسوا او تناسوا انهم من سنّ شريعة زيادة الضرائب على المواطنين بشكل فج، لتصبح ديدن من بعدهم، كما تجاهلوا انهم من سلم رقبتنا ليضعها تحت مقصلة صندوق النقد الدولي بدعوى انها اشتراطات الدول المانحة ، وهو وغيره ايضا من قرروا ان المواطن الاردني مُعتاش على الدعم الذي استنفذ مقدرات الدولة، واتخذوا القرارات لتُنفذ على الفور دون النظر حولهم وماذا ستصنع تلك القرارات التي وُسمت باقلامهم بالمواطن وما ستؤول اليه معيشته.
نحن كمواطنين مهما كنا وماذا نعمل ليس مهما، المهم اننا الحكم على سنوات عمل الحكومات المتعاقبة وما آلت اليه قرارات المسؤولين القاسية، والي اي مستوى تراجعت حالتنا المعيشية، وغير ذلك انما هو عبارة عن كلمات لتبييض واقع قاتم نتج عن سياسات غير مبررة وليست ذات نفع على الاطلاق.
النقد مطلوب، ولكن مدح النفس بما ليس فيها انما هو عبث وتضييع للوقت لا طائل منه، فليطمئن المسؤول السابق ، فاخطاء السابقين يكررها اللاحقون ، يتغير الاشخاص ، وتتكرر السياسات الخاطئة ، التي لا يكتشفها صاحبها الا حين يصبح مسؤولا « سابقا « !
البطولات المتحققة تلك التي تترك انجازا واقعا، اما التي في الخيال فتبقى في الخيال، ولا نفع من استخدام عبارة «كنا وكنا» فالحاضر هو الشاهد على ما كان، ولله الأمر من قبل ومن بعد .