ان جاز لنا ان نعتبر. التقرير الذي أصدره منتدى الاستراتيجيات الأردني حول "تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل متأخرا بعض الشيء إلا انه إنذار وان كان ليس مبكرا .
إنذار للبدء فورا في قلب سياسات التعليم والتأهيل المهني رأساً على عقب .
ليس فقط ان هناك وظائف ستختفي بل ايضا مناهج دراسية باكملها ، لا نريد ان ندعو هنا إلى شطبها بل إلى تحويلها إلى ثقافة عامة ليست من ضمن الدراسات المؤهلة لسوق العمل .
لا اعرف مدى جاهزية مؤسسات الدولة لمثل هذه المتغيرات المتسارعة لكني أظن أن تغييرا جوهريا لم يتم بعد في هذا الخصوص لا فيما يتعلق بمناهج الدراسة ولا حتى في التدريب والتأهيل المهني .
أثر الذكاء الاصطناعي على سوق العمل الأردني، لن يكون بعيدا بل انه بدأ وتداعياته بدأت تطل برأسها ، والتحدي الأهم هو التكيف مع التحولات التكنولوجية المستقبلية.
لا بد من خطة عاجلة لحماية العاملين، واستدامة وظائفهم، وذلك بالاستثمار في التعليم، وإعادة التأهيل المهني، من خلال اعتبار الثقافة الرقمية هي النهج الأساسي في التعليم، وتوفير برامج متخصصة لإعادة التأهيل المهني والتقني، وتعزيز التعاون بين الجامعات والصناعة والكلام لتقرير منتدى الاستراتيجيات الأردني .
ثمة تقرير سابق أطلق قبل ذلك بسنوات يقول إن الاقتصاد العالمي سيخلق 69 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2027 لكنه سيلغي 83 مليون وظيفة. ما يعني اختفاء 14 مليون وظيفة، أي ما يعادل 2٪ من العمالة الحالية.
تجدر الإشارة إلى أن أهم الأسباب هو التحول المتسارع إلى الذكاء الاصطناعي، ولم نستغرب قبل فترة ظهور مذيعة أخبار جسدها روبوت الذكاء الاصطناعي الذي سيحل في محل البشر في كثير من الوظائف وقد كانت الآلات حلت بالفعل في محل العمال في الصناعة وخصوصا صناعة السيارات مثلا.
انتشار الذكاء الاصطناعي يستدعي ثورة تواكبه في التعليم لتغيير نمط وظائف المستقبل الذي ينتظر فيه ملايين الشباب وظائف كانوا استعدوا لها بأنماط تعليم بائدة أو تكاد.
صحيح أن الشركات ستحتاج إلى عمال من نوع خاص لمساعدتها في التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي وإدارتها، ومرة اخرى هذه التطورات تفرض نمطا جديدا في انظمة التعليم..
التغيير بدأ مبكرا في عدة أدوات ووظائف حلت في محل البشر فأين هي خطتنا .
لا اشك ان مجلس تكنولوجيا المستقبل يعكف على وضع خطة ورؤية في هذا الخصوص لكن على كل مؤسسات القطاعين العام والخاص ان تخطو خطوات اسرع في هذا الاتجاه.