تمضي حكومة الدكتور جعفر حسّان بذات النهج المتميز في الإنجاز، والإعلان عما تم ويتم تنفيذه، بعيدا عن مساحات الوعود، تحديدا الوعود التي تقترب من اللاممكن، ليأتي مشروع مدينة عمرة الذي أطلقه رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسَّان، أمس الأول، استكمالا لذات النهج وذات الرؤية التي تضع ما هو ملموس ومتاح وعملي أمام المواطنين، معلنا إطلاق المشروع الذي يشكِّل نموذجاً جديداً في التَّطوير الحضري وإدارة النموّ السكاني طويل الأمد، ويراعي معايير الاستدامة والحداثة، ويفتح فرصاً استثماريَّة واقتصاديَّة واعدة. مشروع ضخم، ابتعدت الحكومة عن الحديث عنه في إطار الوعود، وحتى في إطار الحديث عما سيكون، ووضعته أمام عين المواطنين بصورته الأخيرة، ليس هذا فحسب، إنما بخطته التنفيذية، وحتى في خطوته الأولى للبدء بتنفيذه على أرض الواقع، لتصدر الفكرة وقد غادرت أوراق الخطة المكتوبة، لرؤية متكاملة واضحة مع بدء التنفيذ، وهذا بحد ذاته انجاز قبل الدخول في تفاصيل المشروع وأهميته الكبيرة على قطاعات عديدة، بل على كافة القطاعات، علاوة على انعكاساته الاقتصادية الهامة بطبيعة الحال. إطلاق المشروع يأتي إنفاذاً لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثَّاني للحكومة في كتاب التَّكليف السَّامي، الذي وجَّه لمواصلة العمل في هذا المشروع؛ «لما له من دور محوري في تخفيف الضَّغط عن مدينتيّ عمَّان والزَّرقاء بالشراكة مع القطاع الخاص، ولما يوفره من أبعاد اقتصاديَّة واستثماريَّة واجتماعيَّة مهمة» تنسجم مع أهداف رؤية التَّحديث الاقتصادي، ضمن محور جودة الحياة، ويشكّل نواة لمدينة مستقبليَّة نموذجيَّة للشَّباب والجيل القادم، وبتنظيم وتخطيط مُحكَم، تمتدّ مراحل تطويرها على مدى 25 عاماً وبشكل عابر للحكومات. عبقرية الفكرة، ومثالية الإنجاز، صيغة متقدمة للعمل والتقدّم نحو الأمام لتحقيق تنمية حقيقية، والمضي نحو غد أفضل، غد يعيشه الأردنيون وفقا لمتطلبات المرحلة بصورة عملية، ومدروسة، وتنفيذ وفقا لأعلى مستويات التطوّر، وبما يتناسب ومسيرة التحديث ومساراته الثلاثة، والذي يأتي مشروع عمرة في سياق هذا النهج، فكرة أصبحت مشروعا يحمل صيغة التنفيذ، ورؤية التطبيق النموذجية، تضعها الحكومة في إطارها التنفيذي بعيدا عن أي صيغ كلامية أو بلاغية، وضعته وقد أنجزت كل ما من شأنه يجعل الصورة واضحة والمشروع وضعت قاطرته على سكة التنفيذ. «عمرة» يشكّل خطوة استراتيجية هامة، سيكون لوجود هذا المشروع المختلف جملة وتفصيلا، شأنا اقتصاديا كبيرا وتنمويا وحتى اجتماعيا، علاوة على أنه سيفتح الباب أمام استثمارات ضخمة ومختلفة وفي قطاعات مختلفة، وسيوفر فرص عمل ضخمة سواء كان بشكل مباشر أو غير ذلك، حقيقة سيحقق المشروع قفزات نوعية على أصعدة مختلفة، ليكون «عمرة» ليس مجرد مشروع إنما حالة اقتصادية استثنائية. الدخول في تفاصيل المشروع وقد عرضته الحكومة بتفاصيل دقيقة، يضعنا أمام ما هو أكبر من وصفه مشروعا، فهناك الكثير من المراحل والخطى التنفيذية الهامة والدقيقة، والتي تم التخطيط لها بشكل عملي وحقيقي وما يجعلنا نرى واقعا وإن كان التنفيذ سيتم على مراحل تمتدّ على مدى 25 عاماً وبشكل عابر للحكومات، ونلمس نتائج مؤكدة على قطاعات مختلفة، وتعزيز للواقع التجاري والصناعي والعمل الشبابي والتكنولوجي والسياحي والاستثماري والنقل والتوسيع الحضري والتعليمي وغير ذلك مما هو أوسع، نرى ذلك في مساحات الممكن، وهذا هو الإنجاز الحقيقي، علاوة على أن طبيعة المشروع تعدّ حديثة وغير مسبوقة فلم يحدث أن تم تجهيز مشروع يحمل طابع المدينة الحديثة قبل أن يكون مأهولا بالسكان، مدينة، لن تكون عاصمة جديدة ولا إداريَّة، بل يأتي مشروعها لمواكبة الحاجات السكانيَّة المستقبليَّة في المملكة، خصوصاً في مدينتي عمَّان والزرقاء.