الفن ضروري لحياة الإنسان، لأنه وسيلة للتعبير عن كثير من الظواهر وعن المشاعر والأفكار، ويعزز الإبداع والتفكير النقدي، ويساهم أيضا في تهذيب الذوق، ويوثق التاريخ، ويعزز التواصل والتفاهم بين الثقافات المختلفة، كذلك فهو يخفف من الضغوط والتوترات عن الإنسان، ويعالج كثيرا من القضايا المجتمعية بطرق جذابة.
وتلعب الفنون بأشكالها دورا إيجابيا في تعزيز الصحة النفسية، فهي أيضا ممارسة لطاقة إبداعية تشحن الإنسان بالطاقة الإيجابية والتفاعل الإيجابي مع الآخرين، والفن ضرورة لأنه التدريب الوجودي الأسمى لأعمال الحواس وأفعالها وانشغالاتها، حيث بالفن نتعلم رهافة الإدراك بصرا وسمعا وحسا وتذوقا.
والفن ضرورة لأنه الفعالية الوجودية الإنسانية التي بها يعرف المرء نفسه بوصفه فنانا منتجا، ليكتشف الكثير من المهارات الفنية لدى الأشخاص وينميها ويدعمها. ويبقى الفن في كثير من الدول رهين الدعم الرسمي المتواضع ضمن الإمكانيات والمخصصات المرصودة لذلك، والتي لا تكفي لأعمال فنية متكاملة ومتعددة، ليسعى الفن بأنواعه وأشكاله خلف دعم القطاع الخاص، حيث لا يجد الدعم الكافي لعدم وجود تسويق حقيقي لذلك، ولا يعطي القطاع الخاص الامتيازات والحوافز التي تشجعه على ذلك، حيث كثير من المحاولات لدعم الفن بأنواعه باءت بالفشل.
لكن على القطاع الخاص، خاصة الشركات الكبرى وغيرها، دور كبير وهام في تبني المسلسلات والفن بأنواعه، وهو لا يشكل ذلك العبء المالي عليهم، خاصة إذا كان يخصم ذلك من الضريبة المستحقة عليهم سنويا، بحيث لا تبقى الثقافة معتمدة على جهود الوزارة والمؤسسات الحكومية المعنية.
ومن منطلق المسؤولية الاجتماعية، يجب أن يكون هناك صندوق خاص من تضافر العديد من الشركات الكبرى والمصانع ورجال الأعمال لدعم الفن.
كذلك بالإمكان دعم الأعمال المسرحية والفنون التشكيلية وغيرها. كل ذلك إبداع فني وفكري يستحق الدعم.
ونحن نشاهد الشركات والمصانع الكبرى تدعم كثيرا من الفعاليات مشكورة، وتستثني الأعمال الفنية والتشكيلية، فهل هناك من سيبادر من القطاع الخاص والنقابات المعنية بالدعوة لتشكيل صندوق خاص لذلك، ومجلس إدارة يدير إليه الدعم المناسب للأعمال الفنية وغيرها.