ستظهر مصداقية الرئيس الأميركي ترامب، ومدى جديته أمام رئيس حكومة المستعمرة نتنياهو، ونتائج اللقاء بينهما في واشنطن، وتبرز مصداقيته وجديته، ومدى تنفيذ ما تمّ التوصل إليه بين ترامب وقادة الدول العربية والإسلامية الذين التقاهم في نيويورك يوم الثلاثاء 23/9/2025، خاصةً وأن هؤلاء القادة العرب والمسلمين هم من حلفاء وأصدقاء الولايات المتحدة. لقاء القمة العربي الإسلامي مع الرئيس الأميركي نتجت عنه تصريحات دالّة على مسألتين مهمتين هما: 1 - عدم احتلال قطاع غزة. 2 - عدم ضم الضفة الفلسطينية. إضافةً إلى العديد من العناوين الهامة والضرورية من وجهتي نظر أميركية وعربية متبادلة، تضمنتها ورقة «مبادرة ترامب» المكوّنة من 21 بنداً. مصداقية ترامب ستبرز بمدى استجابة نتنياهو لما سيعرضه عليه الرئيس الأميركي من مطالب أو مواقف أو إجراءات، بعد بلورتها على أثر لقاء القمة العربي الإسلامي الأميركي، فهل سيحافظ ترامب على مصداقية موقفه حصيلة التوافق النسبي الذي حصل نتيجة القمة العربية الأميركية، ويستجيب نتنياهو لطلب أو ضغط ترامب إن حصل أو تمّ، أم يبقى الرئيس الأميركي أسيراً للنفوذ الإسرائيلي الصهيوني اليهودي، ولرؤية قاعدته الانتخابية من المسيحيين الإنجيليين الصهاينة؟؟ نتنياهو، سلفاً وقبل أن يصل واشنطن، أعلن ردّه على سلسلة المواقف المستجدّة من قبل دول صديقة للمستعمرة، وفي طليعتها بريطانيا وفرنسا ومعهما كندا وأستراليا، وحصيلتها اعتراف هؤلاء بالدولة الفلسطينية، وعدم رضاهم عن السلوك الإجرامي الإسرائيلي المتطرف بحق الفلسطينيين. ورداً على ذلك صرّح نتنياهو أنه سيردّ على هذه الاعترافات، وعلى التحول في الموقف الأوروبي، وسيتخذ الإجراءات بعد عودته من واشنطن، وبهذا يعني أنّ ردّه سيكون حصيلة اللقاء الذي جمعه مع الرئيس ترامب، ونتاج لقاء ترامب مع القادة العرب والمسلمين الذين التقوه. المفاوضات السورية الإسرائيلية برعاية أميركية ليست مبشّرة بالخير، ولكن الوضع في فلسطين يختلف جوهرياً في معطياته عمّا هو سائد بين سوريا والمستعمرة، فقد تمكنت قوات الاحتلال من تدمير كامل قدرات الجيش السوري بعد الانقلاب والتحول الذي وقع في سوريا يوم 8/12/2024. في قطاع غزة، على الرغم مما فعلته قوات المستعمرة وأجهزتها، وهي: 1 - اغتيال أغلبية قيادات المقاومة الفلسطينية العسكرية والسياسية والأمنية. 2 - قتل عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين. 3 - تدمير كامل قطاع غزة وجعله غير صالح للحياة الطبيعية. 4 - احتلال كامل قطاع غزة. ومع ذلك لم تتمكن قوات المستعمرة من تحقيق أهدافها الثلاثة: 1 - فشلت في إنهاء وتصفية المقاومة الفلسطينية، حيث ما زالت قادرة على توجيه ضربات موجعة متقطعة لقوات الاحتلال. 2 - لم تتمكن من معرفة أماكن الأسرى الإسرائيليين، ولم تتمكن من إطلاق سراحهم بدون عملية تبادل. 3 - أخفقت في مخطط طرد وتشريد وترحيل أهالي قطاع غزة إلى سيناء أو إلى أماكن أخرى، مما يمكن وصف ما جرى إسرائيلياً أنه إخفاق وفشل. المواجهات والقصف والتدمير والقتل ما زالت مستمرة من قبل قوات الاحتلال على قطاع غزة، ولكن حصيلة الهجوم والاجتياح الإسرائيلي لم تحقق أهدافه، وبالتالي لم تُحسم نتائج المواجهة لصالح المستعمرة ضد فلسطين، فقد حقق الفلسطينيون صموداً، وإن لم ينتصروا بعد، وأخفق الإسرائيليون وفشلوا ولكنهم لم يُهزموا بعد. ولهذا لم تأتِ النتائج السياسية حاسمة واضحة لمصلحة طرف على حساب طرف آخر، ولا زالت النتائج تراوح مكانها، انعكاساً لحالة الوضع العسكري الميداني الذي لم تُحسم نتائجه على الأرض وفي ميدان المعركة، ولهذا ستبرز مصداقية ترامب ومدى استجابته للتوازن بين نتائج عقد القمتين: 1 - العربية الإسلامية الأميركية. 2 - الأميركية الإسرائيلية.