اطلبوا العلم ولو في الصين. هناك مئات من الأردنيين يدرسون في الصين. ومئات من الأردنيين يدرسون اللغة الصينية في الجامعات الأردنية. وعدد الطلاب الأردنيين في الصين ودارسي اللغة الصينية في الجامعات الأردنية آخذ إلى النمو والارتفاع. الصين دولة عظمى، وتتسلح في قوتها بالإرث الحضاري العريق والضارب في التاريخ، والعلم والحكمة والسلم. وعلاقة الصين مع دول العالم ليست إمبريالية ولا تقوم على الاستغلال والسيطرة والتبعية. وفي علاقات الصين مع دول وشعوب العالم تحترم الصداقة ولا تتاجر في الحروب والنزاعات والصراعات. وتمد الصين يد التعاون الاقتصادي بما يتصل بخبز الناس ومن أجل رفاهية البشرية. في ذاكرة الصين والعرب نقاط بيضاء كثيرة. الصين ليست دولة استعمارية، ولا تتآمر مع قوى الاستعمار القديم والجديد، وحيث انقسم العالم بين محورين وقطبين، فإن الصين ما بعد ثورتها ونهضتها اختارت الانحياز لما هو أكبر من الأيديولوجيات. الصين والأردن تربطهما علاقة وثيقة في الاقتصاد والتعليم والتكنولوجيا والطاقة. وفي إطار تمتين العلاقة بين البلدين، جاء قرار وزارة التربية والتعليم بإدراج اللغة الصينية ضمن مساقات التعليم المدرسي في الأردن. في العالم ثمة إقبال كبير على تعلم اللغة الصينية. ومنذ أعوام بدأت اللغة الصينية تتنشر خارج أسوار الصين العظيمة. في السعودية قررت الحكومة اعتماد اللغة الصينية لغة ثالثة إلى جانب العربية والإنجليزية. كما أن تركيا وقعت اتفاقية مع الذراع الثقافي الصيني معهد «كونفوشيوس» لتدريس اللغة الصينية. وكذلك الحكومة الإيرانية سارت في الاتجاه ذاته. في العالم العربي تحدث انقلابات وهزات وزلزال لغوي. فالجزائر مثلا، موطن الفرنكوفونية «الفرنسية»، أدرجت اللغة الإنجليزية لغة ثانية. وقررت التحول نحو الإنجليزية والتراجع عن الفرنسية. ونحتاج أردنيا إلى الاستثمار كثيرا في العلاقة مع الصين. وخصوصا في تجربة التعليم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والتعدين والبنى التحتية. تندهش في السماع إلى أصوات شابة أردنية وعربية متعطشة إلى الثقافة الصينية ومعرفة التجربة الصينية في النهوض والتقدم الاقتصادي والتكنولوجي. ولربما أن الصين اليوم تزاحم أمريكا والغرب في انبهار وصدمة شعوب وأجيال صاعدة وواعية من دول العالم الثالث. والسؤال المتوقد في الوعي العام العربي، لماذا لم نواكب النهضة الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية العالمية؟!