متلازمة حوادث الشتاء.. مواجهتها مسؤولية وطنية

كما كل فصل شتاء، تكاد المشاكل تكرر ذاتها، رغم كل ما يتم الإعلان عنه من إرشادات يجب الأخذ بها على محمل التطبيق والالتزام، لنرى للأسف أن بعض المواطنين لا يلتزمون بما يتم الإعلان عنه من قبل الدفاع المدني ولا يتقيدون بنمط آمن في التعامل مع وسائل التدفئة المختلفة، لينتج عن ذلك للأسف حوادث عديدة نتيجة لذلك، ووفيات بالعشرات.
ما أن يبدأ فصل الشتاء، حتى يبدأ جهاز الدفاع المدنية بوضع إرشادات غاية في الأهمية بطريقة التعامل الآمن مع وسائل التدفئة المختلفة، تحديدا تلك التي تعرّض مستخدمها بشكل خاطئ وغير آمن لخطر كبير، ولكن مع الأسف والوجع فإن سوء استخدام وسائل التدفئة ما يزال موجودا، وما يزال نشامى الدفاع المدني يتعاملون مع حالات متعددة نتيجة لذلك، وما زلنا نسمع عن حوادث احتناق، ووفيات نتيجة لعدم الالتزام بالاستخدام الآمن لوسائل التدفئة، ما زلنا نشهد ونسمع حوادث مؤلمة تتعامل معها كوادرها الدفاع المدني.
حالات الاختناق أو الحرائق الناتجة عن الأخطاء الشائعة في تشغيل المدافئ بأنواعها المختلفة، وفيات تُزهق أرواح عائلات كاملة، تدمير لمنازل كاملة، وغيرها من الحوادث المؤلمة، التي تأتي نتيجة لعدم الأخذ بإرشادات الاستخدام الآمن لوسائل التدفئة على محمل الالتزام، لينتج عن ذلك مآسٍ باتت متلازمة شتائية مع فصل الشتاء، رغم كل تحذيرات الدفاع المدني والإرشادات التي يتحدث بشأنها بشكل دائم، ليصبح استخدام المدافئ بشكل خاطئ في فصل الشتاء والطقس البارد، يشكل تهديدًا لحياة المواطنين، مما يعرضهم للموت أو الإصابة في العديد من الحوادث.
ومع التحذيرات المشددة والإرشادات والنصائح التي تقدمها الجهات المختصة ووسائل الإعلام، بالإضافة إلى الجهود الكبيرة المستمرة التي يبذلها جهاز الدفاع المدني في جميع الأوقات ومع مختلف الأزمات والحوادث، إلا أن حوادث الاختناقات التنفسية جراء فقدان الأكسجين ما زالت تهدد حياة المواطنين الذين يستخدمون المدافئ بشكل خاطئ أو نتيجة للإهمال والسهو، حيث تُترك وسائل التدفئة، سواء كانت من أنواع مختلفة أو وقود متنوعة، مشتعلة أثناء النوم وفي غرف ومساحات ضيقة، يقابل كل ذلك وفق جهاز الدفاع المدني تحذيرات متكررة تقدمها مديرية الأمن العام لكافة المواطنين والمقيمين في المملكة، خاصة في فصل الشتاء والتحذير من مخاطر مختلف وسائل التدفئة، رغم كل هذه الرؤى الثاقبة لسلامة مستخدمي وسائل التدفئة المختلفة، إلا أن حوادث المدافئ لا تزال تتكرر بشكل ملحوظ ومؤلم.
واقع الحال يحتاج وقفة جادة للحد من تلك الحوادث المؤلمة، ووضع صيغ عملية ليتحمّل الجميع مسؤولية حماية نفسه وعائلته، وأرواح من يُحب، فلا بد أن يعلو الوعي بشكل أكبر خلال فصل الشتاء، وأن يؤخذ بكل الإرشادات التي تُعلن عنها مديرية الأمن العام بكل دقة بتطبيق عملي وحقيقي، وألا تُغمض العين عن أيّ من تفاصيلها، كونها في مجملها هامة، وتحمي الأرواح.
أن تستفيق مدينة الزرقاء بيوم واحد على وفاة عائلتين، ويسبقها ذات المآسي في عمان، وبمحافظات مختلفة في المملكة، كل ذلك بسبب الاستخدامات الخاطئة لوسائل السلامة في التعامل مع المدافئ، وأغلبها ناتج عن الاختناقات والحرائق، بسبب تسرّب الغاز أو ترك المدافئ مشتعلة أثناء النوم، للأسف تكرار ذات الأخطاء خلال الشتاء، مسألة تحتاج لإنصات جيّد لإرشادات ونصائح مديرية الأمن العام وجهاز الدفاع المدني، والالتزام بها، وفي ذلك مسؤولية وطنية على الجميع الأخذ بها على محمل التطبيق، والأمر يحتاج فقط الاستماع والتنفيذ لما يقدّم من جهاز الدفاع المدني من تثقيف وتوعية بهذا الشأن بوسائل متعددة، إعلاميا ومحاضرات وورش عمل وغيرها من وسائل تتطلب فقط التنفيذ.