حمل الملك عبد الله خلال الـ26 عامًا الماضية، صخرة حل الدولتين، التي كان حملُها «سيزيفيًا»، وكان الحديث فيها أشبه بالحديث عن نجم العنقاء الذي يبعد حوالي 85 سنة ضوئية عن الأرض. كانت إثارة حل الدولتين أشبه بالأحلام !! لقد ثابر الملك عبد الله، على امتداد ربع قرن ويزيد، على مطاردة هدفه وحلمه هذا، بكل يقين وثقة، دون أن ينوء تحت الضغوطات الإسرائيلية الهائلة او اعتبار قلة المؤمنين معه بهذا الهدف العظيم، مؤشرًا على استحالة تحقيقه. اليوم يصبح هدف تحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة على الأرض الفلسطينية المباركة، ممكنًا ودانيًا وواقعيًا، بانهيار الرواية الصهيونية المزورة، وبتصدع دفاعات الكيان التوسعي الإسرائيلي الإعلامية، أمام يقظة الضمير الأممي الكاسحة، الذي انبلجت أمامه الحقائق المتصلة بحقوق الشعب العربي الفلسطيني، الذي لم يتوقف طيلة 100 عام الماضية عن الكفاح الجبار المذهل الخارق، من أجل حقوقه الوطنية وكرامته الإنسانية. لقد حمل ملكنا الحكيم الجسور قضية الشعب العربي الفلسطيني الشقيق، مُعاضَدًا ومسنودًا بشعبنا الأردني العظيم، طيلة الأعوام الماضية، معززًا الدور الأردني في الدفاع عن قضية الشعب الفلسطيني العادلة. أسفرت جهود الملك عبد الله، مع جهود قادة العالم الأحرار الشرفاء، عن إعادة الروح إلى ميثاق الأمم المتحدة، التي نحتفل اليوم بمرور 80 عاما على تأسيسها مؤسسةَ الإنسان التي تنصره على الظلم والعسف والعدوان والاحتلال والمرض والجوع والخوف. فعاد ملجأ لنصرة الحق ولمحاسبة المجرمين وسحبهم الى قفص الاتهام والحيلولة دون الافلات من العقاب، الذي كان أهم ملاذات الكيان الإسرائيلي التي مكنته من ارتكاب جرائم الإبادة والتجويع الجماعية. لقد أصبحت فلسطين اليوم، قضية الإنسانية. وأغنية شعوب العالم أجمع التي تصدح بإنشودة حرية فلسطين وتجعلها نشيد الحرية الأممي «المارسيليز» حيث تغمر هتافاتهم شوارع العالم بتعاظم مدهش يدفع الدموع إلى المآقي. شعب الجبارين الفلسطيني الشقيق أقرب من أي وقت مضى من الحرية والنصر والاستقلال.