زيارة تاريخية مميزة وفارقة تدشّن مرحلة جديدة من التعاون المشترك والتكامل الاقتصادي بين الأردن وأوزبكستان، وبين الأردن وكازاخستان، وذلك خلال زيارة الدولة لجلالة الملك عبدالله الثاني إلى أوزبكستان، والزيارة الرسمية إلى كازاخستان خلال الفترة من 25 - 27 آب الحالي. الزيارة الملكية للجمهوريتين الصديقتين كانت عنوان صداقة وتعاون وعلاقات تاريخية، وتقديرًا واحترامًا لشخص ومكانة جلالة الملك عبدالله الثاني وللأردن من الجمهوريتين، وليس أدلّ على ذلك مما قاله رئيس جمهورية أوزبكستان شوكت ميرضيائيف مخاطبًا الملك: «أنتم أحد أكثر الزعماء تأثيرًا في العالم الإسلامي»، وما قاله رئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توكاييف مخاطبًا الملك: «العالم يفتقر لقادة مثلكم». الزيارتان أثمرتا عن توقيع أكثر من (35) اتفاقية ومذكرة تفاهم وبروتوكولات تعاون، رسمية وعلى مستوى القطاع الخاص، فقد شهد جلالة الملك عبدالله الثاني ورئيس جمهورية أوزبكستان شوكت ميرضيائيف في سمرقند تبادل حكومتي البلدين لـ(9) اتفاقيات وبروتوكولي تعاون وثلاث مذكرات تفاهم في مجالات عديدة شملت: (التعليم العالي والسياحة وإعفاء التأشيرات والاستثمار والجمارك والزراعة والخدمات الجوية والشؤون الدينية وتسليم الأشخاص والمواصفات والمقاييس). كما شهد جلالة الملك عبدالله الثاني ورئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، في العاصمة أستانا (يوم أمس)، تبادل حكومتي البلدين ثلاث اتفاقيات تعاون وثلاث مذكرات تفاهم في مجالات النقل البحري، والرعاية الصحية، والمواصفات والمقاييس، والطاقة النووية وتعدين اليورانيوم، وريادة الأعمال، والأرشفة.. إضافة إلى توقيع أكثر من (15) وثيقة تعاون بين المؤسسات والشركات في البلدين بمختلف المجالات الاقتصادية. أبرز النتائج الاقتصادية للزيارتين الملكيتين يمكن تلخيصها في النقاط التالية: أولاً - زيارة الدولة إلى أوزبكستان: 1 - في البيان الأردني - الأوزبكي المشترك في ختام الزيارة الملكية، تضمن البيان نحو 18 بندًا ركزت 6 بنود منها على مجالات التعاون الاقتصادي بين البلدين، ومنها: أ) اتفاق على تكثيف التعاون في مجالات (الزراعة والأدوية والطاقة المستدامة والتكنولوجيا الحديثة). ب) عقد الملتقى الاقتصادي الأول بين الأردن وأوزبكستان في أقرب وقت ممكن. ج) تفعيل عمل المجلس التجاري الأوزبكي - الأردني. د) دعم أهداف استراتيجية أوزبكستان (2030) ورؤية التحديث الاقتصادي للأردن (2033). 2 - زيارة الدولة التي قام بها جلالته إلى أوزبكستان شكّلت فصلًا جديدًا مهمًا في العلاقات بين البلدين، ويعوّل عليها كثيرًا في تنمية العلاقات الاقتصادية من خلال ما تم توقيعه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم تفتح أبواب التعاون المشترك بين القطاعين العام والخاص في كلا البلدين. ثانيًا - الزيارة الرسمية إلى كازاخستان: 1 - الزيارة تؤكد الحرص على متابعة ما تم الاتفاق عليه من اتفاقيات ومذكرات تعاون تم توقيعها في عمّان شباط الماضي في عدة قطاعات وبلغت نحو (16) اتفاقية ومذكرة تعاون، منها في مجالات الزراعة والبحث العلمي والثقافة والطاقة والصناعة والاستثمار.. إلخ. 2 - شهدت العاصمة أستانا عقد منتدى الأعمال الأردني - الكازاخستاني بمشاركة نحو 200 من رجال الأعمال من البلدين يمثلون عدة قطاعات، مما شكّل فرصة حقيقية وعملية لبحث فرص الاستثمار المتاحة في البلدين والمشاريع المشتركة، وقد تم توقيع أكثر من (15) وثيقة تعاون بين المؤسسات والشركات في البلدين بمختلف المجالات الاقتصادية. 3 - يتطلع الأردن إلى تسريع عجلة التنفيذ في الاتفاقيات، خصوصًا في مجال الزراعة من خلال (توريد القمح الكازاخستاني) إلى الأردن، وتصنيع الأدوية وتسهيل دخول شركات أدوية أردنية جديدة للسوق الكازاخستانية.. والتشاركية في قطاع الدواجن. 4 - فرص التعاون عديدة، ومنها قطاع التعليم العالي والرقمنة والطاقة، إضافة إلى التعاون في الاستخدام السلمي للطاقة النووية بين البلدين، والتعاون في تطوير مشروع اليورانيوم في الأردن.. إضافة إلى التعاون في مشاريع تطوير البنية التحتية. 5 - من أهم التطورات التي يُعوَّل عليها بإحداث نقلة نوعية تنعكس على السياحة والتجارة بين البلدين، التأشيرات والربط الجوي، حيث من المقرر إطلاق رحلات جوية بين عمّان وأستانا في حزيران 2026 بمعدل رحلتين أسبوعيًّا من خلال شركة طيران «الملكية الأردنية». *باختصار: تشكل زيارة جلالة الملك إلى أوزبكستان وكازاخستان فرصة حقيقية لزيادة حجم التبادل التجاري والمزيد من الفرص الاستثمارية والبناء على ما تم توقيعه من اتفاقيات ومذكرات تعاون، من شأنها أن تجعل من الأردن بوابة للصادرات الأوزبكية والكازاخستانية إلى غرب آسيا وشمال إفريقيا، وأن تجعل من أوزبكستان وكازاخستان في وسط آسيا بوابة للصادرات الأردنية إلى آسيا وأوروبا.