بإصرار لا وصف له بين مفردات الرفض والاستنكار، وبإجراءات بعيدة كل البعد عن السلوك الأخلاقي والإنساني والقانوني، ما يزال المستوطنون الإسرائيليون يحاولون تعطيل قوافل المساعدات الإغاثية، واضعين سائقيها أمام تحديات كبيرة ومخاطر، ناهيك عن تأخير وصول القوافل، وفي بعض الأحيان اتلاف بعض من محتوياتها، جاعلين من مهمة إيصال المساعدات الإغاثية جزءا من حرب يجب بالأساس ألا تكون جزءا منها لما تحمله من أبعاد إنسانية بعيدة كل البُعد عن أي أبعاد أخرى. الاعتداء على قوافل المساعدات الإغاثية، عنوان كبير لحالة مقلقة وخطيرة، بإصرار غير إنساني من المستوطنين الذين بطبيعة الحال يقومون بهذه الاعتداءات بحماية أو على الأقل على مرأى من سلطات الاحتلال الرسمية، ظنا منهم، وأعني هنا ظنا من الطرفين مستوطنين وغيرهم، أن الأردن سيتراجع عن دوره الإنساني، أو تشكيل حالة قلق أو خوف عند سائقي الشاحنات تقف أمام مضيهم في هذه المهمة الإنسانية، لكن في كلمة «ظنا» رد على كل ما يقومون به لأن ما يسعون له لن يحدث وسيبقى في إطار ظنونهم التي لن تتحقق. قبل يومين حاول عدد من المستوطنين تعطيل قافلة المساعدات الإغاثية المكونة من 59 شاحنة، في حين تمكنت من العبور إلى غزة في وقت لاحق، هذه الاعتداءات شملت 4 شاحنات تعرضت لهجوم ورشق بالحجارة ما أدى إلى تحطيم واجهات زجاجية أمامية لها، كما جرى ثقب للإطارات وكسر بعض الأجسام الأمامية والجانبية لتلك الشاحنات، هي ليست المرة الأولى، وبطبيعة الحال لن تكون الأخيرة، من المستوطنين ومن يقف خلفهم من جهات رسمية إسرائيلية، توفر لهم الحماية، الحماية لخرابهم وتدميرهم، لتكون مهمة ارسال المساعدات محفوفة بالأخطار على السائقين، وبطبيعة الحال الأردن يحمّل كلفة هذه الاعتداءات وأي خسائر تنتج عنها سواء كان خلال رحلة إيصالها، أو خلال توزيعها داخل قطاع غزة، ففي مسألة توزيعها أيضا تواجه القوافل تحديات وعقبات كبيرة، تصل في بعض الأحيان لإتلاف المساعدات، والعبث بها. الأردن، وعلى لسان وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني أكد رسميا استمرار اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على الشاحنات الأردنية التي تحمل مساعدات إلى الأهل في قطاع غزة، وحمل السلطات الإسرائيلية مسؤولية هذه التصرفات لعدم لجمها، ليس هذا فحسب فقد أكد المومني على أن هنالك تساهلاً في السيطرة على هذه الأعمال التي تعرض سلامة السائقين للخطر مما يعيق العمل الإغاثي ويشكل خرقاَ للمواثيق الدولية والاتفاقيات المبرمة، سياسة إسرائيلية خطيرة وواضحة، تُقابل كغيرها من انتهاكاتها بصمت دولي أو جمود، دون تحريك ساكن مواقفه التي باتت تجعل إسرائيل تتمادى حدّ خرق المواثيق الدولية والإنسانية، وحدّ مجاعة الأهل في غزة، وحدّ أن يموت الأطفال والأبرياء جوعا وعطشا ونقصا في الدواء. الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، أعلنت في أكثر من مرة عن صعوبات تواجهها في توزيع المساعدات بقطاع غزة، ذلك أنها حتى اللحظة تسلّم المساعدات لمؤسسات إغاثة دولية لتقوم بمهمة توزيعها، فهي رسالة إنسانية ووفاء أردني تنجزه سواعد نشامى الوطن دون تراجع أو خوف، أو أي مجال لتمرير مخططات إسرائيلية، لن تمر، ولن تكون حقيقة رغم كل ما تقوم به من محاولات لمنع الأردن من القيام برسالته الإنسانية والإغاثية، للأهل في غزة. ولكن هناك حقيقة يجب أن تحضر في مشهد مد يد العون والسند للأهل في غزة، تؤكدها الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، بأن إرسال المساعدات للأهل في غزة، ليست سهلة، بل صعبة حد الخطورة، تسيير القافلات يصطدم بعوائق مفتعلة، تضاف لاعتداءات المستوطنين، تواجه الهيئة تقديم طلب إلكتروني لغايات نقل المساعدات وحصر عملية التفتيش بوقت قصير اثناء الدوام على المعابر وفرض جمارك مستحدثة، ما يرفع المدة الزمنية لإيصال المساعدات من ساعتين إلى نحو 36 ساعة، وبطبيعة الحال اعتداءات من المستوطنين، بحماية من مسؤوليهم، واقع يجب حسمه ووقف هذه الاعتداءات لتصل المساعدات بسلام، لأن ما تقوم به إسرائيل معاداة للإنسانية.