اين الإعلام الأردني من الساحة العالمية؟!



د.ضيف الله الحديثات 
رغم مكانة الاردن ودوره التاريخي في الدفاع عن المقدسات، يغيب صوته عن الساحة الإعلامية الدولية، في وقت تتصاعد فيه الجرائم الإسرائيلية في غزة، وتسارع عمليات تهويد القدس والضفة.

 الإعلام الأردني لا يزال موجها للداخل، بينما أصبحت معركة الرواية والتأثير تُحسم عبر المنصات العالمية.

في المقابل، تضخ إسرائيل أكثر من 100 مليون دولار سنويا في إعلام ناطق بعدة لغات، موجه للرأي العام الغربي، يخاطبه بلغته ومنطقه، ويدافع عن روايتها على حساب الحقيقة. بينما نحن، أصحاب الحق، نفتقر إلى أي منصة دولية ناطقة بلغات العالم تشرح موقفنا وتنقل صورة الأردن العادلة والمعتدلة.

رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان يظهر في هذه للحظات الحرجة والدقيقة التي تمر بها المنطقة، يظهر الرجل كقيادي اصلاحي مبادر، لا يكرر النمط الحكومي التقليدي، بل يسعى لتغيير النهج.
 ومن ابرز المشاريع التي يمكن ان تقوم بها حكومته، تاسيس محطة اعلامية اردنية ناطقة بعدة لغات، تنقل صوت الاردن للعالم، وتواجه الحملات المنظمة التي تشوه صورتنا وصورة الشعوب العربية وعلى راسهم الغزيين.

اذا كنا ندفع دينارا، عن كل عداد كهرباء دعما للتلفزيون الأردني، فلماذا لا ندفع خمسة دنانير عن كل عداد كهرباء وماء شهريا، لصالح مشروع إعلامي وطني استراتيجي، يخاطب العالم، ويصنع الفارق في معركة الحقيقة والمعلومة ؟

هذا المشروع لن يكون مجرد قناة إضافية، بل سيكون ذراعا سياديا ناعما يخدم مصالح الدولة، ويحمل رسائلها وقيمها إلى الخارج، تماما كما تفعل كبريات الدول التي تدرك أهمية الاعلام كاداة نفوذ وتاثير.

نقوم بهذا المشروع وغيره من المشاريع الوطنية الكبرى، حتى يفخر فينا أبناؤنا وأحفادنا في المستقبل، ويعلموا أن جيلنا لم يتقاعس، بل حاول وبادر، وواجه، وصنع فرقاً حقيقياً.

لقد ان الاوان لان يسمع العالم صوتنا كما هو، بلغته وبأدواته فلإعلام اليوم ليس ترفا، بل ضرورة وطنية، وسلاح في معركة الرواية والعدالة.