يحلّ يوم العلم الأردني، لا كذكرى نحتفل بها، بل كيقينٍ نعيشه… فالعلم ليس مجرد راية تُرفع في الساحات، بل قصة وطن كُتبت بخيوط الشرف، وسُطّرت على مدى قرنٍ من الكفاح والتأسيس.
أيها العلم الأردني… يا من حملت في طياتك تاريخ الثورة العربية الكبرى، ورسالة النهضة، وصوت المجد الممتد من رُبى الكرك ومعان، إلى عمان الحبيبة، وجبال السلط، ومرتفعات عجلون، وسهول إربد الشمّاء، ومن جرش إلى الزرقاء، ومن مأدبا الفُسيفساء إلى المفرق، ومن البلقاء إلى الطفيلة، ومن الشوبك إلى الرمثا، ومن دير علا إلى الأغوار الجنوبية، ومن العقبة، نافذتنا إلى البحر، إلى الرويشد الصامدة في خاصرة الصحراء… كل شبرٍ من أرض هذا الوطن ينطق باسمك، ويهتف لك، ويهتزّ حين ترفرف. فيك المثلث رمز التصميم والتضحية، والنجمة، فسبعة شعاعها… وعدُ الله، وحكمةُ الدستور، ونبراسُ النهضة.
أيها العلم… يا وشاح الهُوية، يا كفّ العهد بين القيادة والشعب، يا أيقونة المجد التي لا تغيب عن مدرسة، ولا مخيم، ولا معسكر، ولا صاري سفينة، ولا زاوية قلب.
في يومك، لا نرفعك فقط… بل نرتفع بك. نقف أمامك بوقار العارف أن للوطن ثمنًا، وأن حروف "الأردن" لا تُكتب إلا بالبذل، ولا تُقرأ إلا بالحب. وفي ظلالك، تتمايز الأمم…
أما نحن، فكل رفرفة لك هي تذكير بأن المجد لا يُوهب، بل يُنتزع. في هذا اليوم، نُجدد البيعة، ونُعمّق العهد: أن تظلّ رايتُك عاليةً كما نهوى، وأن يبقى الوطن في صدورنا كما نريد. ثابتًا على الحق، مرفوعًا بالعلم، محصّنًا بالوعي، موصولًا بالقيادة. دمت مرفوعًا أيها العلم الأردني.
ودام الوطن عزيزًا، ودام الملك هاشميًّا كما كان وسيبقى… سليلًا للثورة، وراعيًا للعهد، وقيادةً لا تُهادن في حبّ هذا الوطن.