صراحة متناهة، وشفافية منقطعة النظير تعامل بها الدكتور بشر الخصاونة رئيس الوزراء مع "أهله وربعه" الاردنيين منذ أن صدرت الإرادة الملكية السامية بتعيينه في هذا المنصب الذي استحقه .
الرجل أظهر قوة وثقة بالنفس، في كل المواقف التي وضع فيها، وآخرها عندما طبق مقولة عند أجدادنا، الذين نعتز بسيرهم "الفطنة مرجلة" حيث برزت لديه سرعة البديهة، والإجابة الحاضرة، في موقف يحتاج لرجل حقيقي ورد عفوي مدوي، خلال رده على احد النواب، الذي شبه وزير المالية محمد العسعس، بالمدعو باسم عوض الله، الذي خان الأمانة ونقض العهد، وتجلى دوره في قضية الفتنة، التي اشغلت الاردنيين فترة من الوقت.
الرئيس لم ينتصر للعسعس فحسب، إنما انتصر للشرفاء الانقياء، الذين يبذلون الغالي والنفيس للمحافظة على الوطن، ورفعته وازدهاره، انتصر للموظف العام، الذي يتعرض لحملات من التشكيك والتنمر من بعض ضعاف النفوس.
نعم انتصر لارادة الدولة القوية، من خلال الدفاع عن السلطة التنفيذية، ووضع حد للذين يبحثون عن شعبويات رخيصة، من خلال إطلاق الأحكام والتهم هنا وهناك جزافا، ومنع تغول أصحاب الاصوات المرتفعة، من ان تكون إرادة المسؤول مرتهنة بايديهم.
العسعس، لا يشبه خائن الأمانة عوض الله، هذا صحيح، لانه يرتبط برئيس وزراء يعلم جيدا ما يدور حوله، ويستطيع تمييز الغث من السمين، احسن اختيار فريقه الوزاري، بالتالي فهو مسؤول عن ادائهم, ولسان حاله يقول هذا "شليلي"
والرئيس ايضا لا يتساهل ، مع أي شخص من الفريق التنفيذي، لا يقوم بواجباته أو يعتقد انه بعيد عن الرقابة، ويغرد خارج سرب مصلحة الوطن العليا.
لا يختلف اثنان على أن الظروف تغيرت للاصعب، لأسباب لم يكن لنا ارادة فيها، مثل تبعات الوباء اللعين كورونا، الذي استنزف العالم، الى الحرب الروسية الأوكرانية، التي رفعت اسعار كل شيء، اضف لذلك القحط وتذبذب الأمطار، وزيادة الضغط على البنية التحية، بسبب تدفق اللاجئين علينا.
رغم هذا وذاك فإن السواد الاعظم من الاردنيين، يشعرون بالفخر والزهو، عندما يكون صاحب الولاية لا يشق له غبار، صلب الإرادة يتجلى دوره في المواقف الصعبة .
لهذا فإن سلوك ومواقف الرئيس كأنها تقول "زمن اول حول" وتحتم علينا المبادرة في اتخاذ القرارات، التي تصب في المصلحة العامة، فاليد المرتعشة لا تصيب الهدف، والاستماع للاصوات النشاز، يعطل المسيرة ويعيق الإنجاز.