لا ينكر عاقل الدور الكبير والجهد المتواصل الذي قامت به الحكومة، لمساعدة المواطنين لتجاوز افرازات واثار كورونا، من خلال إجراءات أتت اكلها والحمد لله، وها هي اليوم تتصدى من جديد لاثار الحرب المستعرة بين روسيا واوكرانيا علينا ضمن الإمكانيات، الحرب التي ساهمت برفع اسعار كل شيء بشكل غير مسبوق.
هذه النكسات الاقتصادية، كانت إرادة الله ان يرافقها "المحل" وتدني مستوى الهطول المطري هذا العام والعام الماضي، والتي قللت من التزويد المائي للابار الجوفية وجفاف عدد من السدود وانكماش المساحات المروية، ولمواجهة شبح قلة المياه، أصبحنا نفكر بشراء المياه من إسرائيل وبأسعار مرتفعة وبشروط قاسية.
نعم اننا أمام تحديات تاريخية، ومنعطفات صعبة، وهنا نتمنى على الدكتور بشر الخصاونة رئيس الوزراء الذي نتفائل به خيرا، ان يأمر فورا كل المؤسسات الحكومية، بالتعاون مع مؤسسات الدولة ان تعد العدة لتنفيذ مشروع وطني، لا تقل أهميته عن تسليح جيشنا، مشروع تحلية مياه البحر، وجرها للعاصمة عمان وباقي المحافظات الاردنية لكافة الاستخدامات "فمن رحم الحاجة والمعاناة يولد الإبداع"
دول عديدة واجهت التحديات والصعاب، بمزيد من الاصرار على النجاح، من ابرزها اثيوبيا التي عاندت مصر والسودان الدول المجاورة لها، وعلى مدار أكثر من 11 عاما وهي تحفر بالصخر وتبني سد النهضة، لتعويض النقص الحاد في الطاقة والتصدير، وستصبح تملك سابع اكبر محطة للطاقة الكهرومائية في العالم، اما الصين فلديها قصة أخرى حيث استطاعت بناء مستشفى ب 10 ايام يتسع لاف سرير، لمواجهة كورونا، اما نحن فإن شهامتنا العربية قبل كل شيء تدعونا لقبول التحدي وعدم الاستكانة أو التقاعس، أو انتظار عطف الآخرين علينا، وإلا "ستقع الفأس بالرأس" لا قدر الله.
مشروع تحلية مياه البحر استراتيجي، لا يمكن الاستغناء عنه، وهو ضرورة لا يمكن تأخيرها أو تأجيلها، لذا يجب على كل أردني شريف ان يقدم ما يستطيع من قدرة مادية ومعنوية لاتمام المشروع، بالإضافة لجميع مؤسسات الدولة، بدءا من البنوك حتى أصغر جمعية خيرية أو تعاونية، لأننا بهذا الجهد ندافع عن الاردن وعن إرادته السياسية ولا نكون مرتهنين لاحد، نجوع ونتعب ونشقى لنبني وطنا قويا لأبنائنا واحفادنا، ولا نبقى تحت رحمة المتغيرات المناخية وتقلباتها، لكن المطلوب من الحكومة التحرك الفوري والعاجل لاطلاق المشروع اليوم قبل غد.
نعول كثيرا على الخصاونة، فهو السياسي والقانوني والاداري والقارىء الجيد للأحداث والتاريخ، ويسمع للاحاديث التي تقال هنا وهناك عن فشل الحكومات المتعاقبة، في ايجاد مشاريع استراتيجية تضع الاردن على السكة الصحيحة، ويعرف ان الاردنيين لا يتوقفون عن التغني بالرئيس الأسبق وصفي التل عليه رحمة الله، الذي انشأت في عهده أولى دور التعليم العالي في المملكة، الجامعة الاردنية، والفوسفات والطريق الصحراوي وسد الملك طلال وقناة الغور الشرقية،
نسمي الرحمن ونتوكل عليه " وما نصغر اكتافنا" فالطريق التي مسافتها الف ميل تبدأ بخطوة، بمجرد إطلاق مثل هذا المشروع ستتبرع النشميات الاردنيات وإخوان الرجال بمصاغهن، فما بالكم بالنشامى!!