خدمة علم فارس الحباشنة

وصلتني امس رسالة من خريج جامعي عام 2002 علم اجتماع ومازال ينتظر وظيفة. ويقول : بانه تقدم بعشرات طلبات الاسترحام والاستعطاف والحالات الانسانية دون جدوى تذكر. صاحب الرسالة يسالني عن العدالة بالتوظيف ولم اعرف ماذا ارد واجيب. ويقول ان زملاء جامعة تخرجوا معه، وبمعدل اقل عينوا. و لا اكثر من الحديث الموجع والمؤلم عن البطالة وعدالة التوظيف. عمركم سمعتم عن ابن مسؤول قاعد عن الشغل مثلا، او مقدم طلب لديوان الخدمة او مكاتب العمل. وحتى ما يتوفر من فرص عمل قبل كورونا طبعا في دول شقيقة كان البعض يخطفها قبل ان يصل الطلب الى الاردن، ويحجزونها لاولادهم، ويحرمونها على اولاد الغلابى والفلاحين والحراثين والمضطهدين في رقاع الاردن الغالي. نحن واشباهنا من طبقة المهمشين، كل حياتنا «خدمة علم «، ولا نحتاج الى قرار وتوصية وامر رسمي لنندمج في خدمة العلم. فمن اول ما ولدنا في حالة كدح وشقاء، ونشق الحياة كالصخر. تذكرون ايام خدمة العلم والتجنيد الاجباري في الجيش، كان اولاد بعض الذوات يدفعون 5 الاف دينار ليعفوا من الخدمة، وكانوا يتمارضون ويحضرون تقارير طبية بانهم معطوبون ومرضى ولا يقوون على الخدمة العسكرية. لازم خدمة العلم تكون من عمر 18 سنة. حقيقة اعود اكرر التاكيد عليها، وانا اعلم ان هناك عشرات الاف الرسائل مضمورة في صدور شباب اردنيين اكلهم العمر ورماهم الجفاء، وقلوب الرجال صناديق اسرار ، ويحملون شهادات جامعية عليا في القانون والسياسة والهندسة والاقتصاد والاعمال، وفرصهم تتخطف وتسرق يوميا.