الخبير المالي والمحلل الإقتصادي هاني أبو الرب

ابو الرب يكتب .. الموازنة العامة والولادة من الخاصرة

 كتب الخبير المالي والمحلل الإقتصادي هاني أبو الرب - أما و قد أقر مجلس النواب مشروع قانون الموازنة العامة لسنة 2020. فإنه يجدر القول أن الطاقم الحكومي والفريق الوزاري الذي عمل على إخراج الموازنة العامة للنور يستحق الشكر والتقدير والثناء على انجازهم في هذه الظروف الصعبة والقادم الذي يتوقع أكثر الناس تفاؤلا انه أكثر صعوبة.

فالمتابع لما يجري في المنطقة والمخاض الذي أصاب معظم بقاع الأرض جيوسياسيا وانعكاسات تلك المجريات على اقتصاديات الدول كل دول العالم بلا استثناء خصوصا منطقتنا الملتهبة، يعلم علم اليقين أن مجرد الحفاظ على المنجزات وتعزيز مقومات الصمود والبقاء يعتبر إنجازا ما بعده إنجاز في ظل أجواء عصفت بدول وشعوب وخلخلت أركان اقتصاديات دول كبرى.

عودا إلى الموازنة العامة للعام الجاري.. فإنه يمكن القراءة بوضوح أن الحكومة ألتزمت بوعدها بعدم فرض مزيد من الضرائب. فالايرادات المحلية المتوقعة جاءت بتراجع قدره 3.2%.

إن الزيادة المتوقعة المتواضعة والبالغة (7%) في الإيرادات الضريبية يسهل الاستدلال بها على أنها موجهة لتنشيط وتفعيل التحصيل الضريبي على الدخل وليس على محور ضريبة المبيعات التي شرعت الحكومة بتخفيض نسبتها إلى النصف على حوالي 76 سلعة.

بالمقابل فإن الإيرادات غير الضريبية جاءت أقل بنسبة 23.2% وهو مؤشر لعدم فرض مزيد من الرسوم.

أما على صعيد المنح الخارجية والتي جاءت بزيادة 35% فقد عكست نجاح وثمرة الجهود السياسية التي يقودها جلالة الملك لحمل الدول المانحة على مشاركة الأردن في حمل عبء اللاجئين الذي يثقل كاهل الخزينة العامة.

الحكومة بطاقمها الإقتصادي ورئيسها الإقتصادي الدولي المحترف تعلم وعن خبرة أهمية الإنفاق في صيانة الإقتصاد الوطني، ولذلك تجلت جرأة الحكومة وعنادها الإيجابي في الحفاظ على الإنفاق الحكومي بشقيه الجاري والرأسمالي وبمعدل زيادة 6% وهو وللأمانة إنجاز يسجل لها.

شكرا للطاقم الوزاري والفريق الحكومي الذي ساهم وعمل على إخراج هذه الموازنة إلى حيز الوجود، فقد جاءوا بأفضل ما كان من أصعب ما بالإمكان.. شكرا لهم والله الموفق.