حمادة فرعنة

معًا وسويًا نحو عام أفضل

نتبادل التهاني والأمنيات والرغبة الجامحة في أن يكون العام المقبل عاما أفضل من هذا الذي مضى، عنوانه الوضع الاقتصادي الصعب، التحديات السياسية وما يحيط بنا من مظاهر الاحتقان ومشاهد غير مريحة، فلسطين يزداد شعبها مرارة ووجعاً في مواجهة برنامج حكومة المستعمرة بتهويد القدس وأسرلتها والتطاول على مقدساتها الإسلامية والمسيحية، وتمزيق الضفة الفلسطينية بالمستعمرات والشوارع الالتفافية ومصادرة الأراضي وتجريفها وهدم البيوت، عبر سياسة منهجية لتدمير حياة الفلسطينيين وجعل أرضهم طاردة لأهلها وأصحابها. والعالم العربي غارق في الدماء والحروب البينية في سوريا والعراق واليمن وليبيا والصومال، وتطلعات اللبنانيين ما زالت تصطدم بأسوار الطائفية والمحاصصة، ورغبات التوانسة والجزائريين والمغاربة ما زالت تعيش حالة الترقب على أمل الاستقرار وإرساء قيم التعددية والديمقراطية والاحتكام إلى صناديق الاقتراع. والبلدان المحيطة بنا من تركيا وإيران وأثيوبيا بدلاً من أن تشكل روافع لقيم حُسن الجوار والندية والاحتكام إلى المنافع المتبادلة تحكمها قيم العداء القومي والأطماع التوسعية، والوضع الدولي ليس أفضل حالاً، فقد أعاد الرئيس ترامب ومجموعته المتطرفة الحاكمة إنعاش الاستعمار والأطماع وعقلية الغاب وعصابات شيكاغو. سنة صعبة، وقد تكون المقبلة هي الأصعب، ولكننا دائماً نعيش الأمل وعلينا أن نعمل على صناعته، فالأيام والسنوات لا تتغير بل نحن علينا أن نعمل على تغييرها، ولذلك دعونا نقول بكل ثقة معاً وسوياً نحو عام أفضل.