الملك من أوروبا يغيّر من تفاصيل المشهد

ليست المرة الأولى، وحتما لن تكون الأخيرة التي يؤكد بها المجتمع الدولي ثقته بالمواقف الأردنية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، حين أكد زعماء تسع دول أوروبية «ميد 9» على أهمية الدور الذي يقوم به الأردن لدعم السلام واستقرار المنطقة، وإرساء الأمن في المنطقة والإقليم، بعدالة وحكمة ورؤى واضحة عميقة.
خلال مشاركة جلالة الملك عبد الله الثاني، بدعوة من رئيس وزراء سلوفينيا روبرت غولوب، في اجتماع مع رؤساء دول وحكومات دول جنوب الاتحاد الأوروبي «ميد 9»، والتي تشمل كرواتيا وقبرص وفرنسا واليونان ومالطا والبرتغال وسلوفينيا وإسبانيا ونائب رئيس وزراء إيطاليا، استمعت تسع دول أوروبية لصوت جلالة الملك عبد الله الثاني بثقة منقطعة النظير بكل ما يقول، حيث أكد جلالته على الثوابت الأردنية، التي ترتكز على إحلال السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، ومنح الأشقاء الفلسطينيين حقوقهم بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، بحسم ملكي أن في جعل هذه الثوابت واقعا سيكون مخرجا لكل أزمات المنطقة، والمرحلة، وهو ما لقي تأييدا وتقديرا من الدول الأوروبية بشكل كبير، يكمل الثقة الأوروبية الدائمة بمواقف جلالة الملك.
الاجتماع الذي حضره جلالة الملك عبد الله الثاني، هام جدا، وجلالته الشخصية العربية الوحيدة التي حضرت الاجتماع، بدعوة رسمية، ولذلك بطبيعة الحال أهمية كبيرة تعكس ثقة العالم بمواقف وحكمة جلالة الملك، حيث أعرب قادة «ميد 9» عن تقديرهم للأردن باعتباره شريكا موثوقا وذا مصداقية، ويقوم بدور رئيسي في إرساء السلام والاستقرار والأمن في الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، وفي ذلك أهمية تخدم المصالح الوطنية الأردنية، وقضايا المنطقة في فلسطين ولبنان وسوريا وغيرها من القضايا التي استمعت أوروبا للصوت الأردني تجاهها وأخذت بمواقف جلالة الملك جميعها بيقين الصواب، وكانت أساسا في بيان اجتماعها النهائي.
الاجتماع هام، وحضور جلالة الملك يؤكد أهمية كبيرة، تضاف جميعها لجولة جلالة الملك عبدالله الثاني الأوروبية التي شملت إيطاليا وهنغاريا وسلوفينيا، إذ كانت جولة هامة في توقيت هام، وملفات حاسمة، وجوهرية، إضافة لكون الصوت الأردني وضع قضايا المنطقة على المنبر الأوروبي بكل وضوح، وحتمية إنهاء الأزمات التي تعصف بالمنطقة وتضعها دوما في مهب ريح التصعيد، بتأكيدات ملكية أن السلام هو الحل والذي لم يعد خيارا، بل حتميا في ضرورة الالتزام به، فهذا هو الخطاب الأردني بقيادة جلالة الملك، وهذا هو درب النجاة الحقيقي والآمن، بوصفة أردنية واضحة وعملية.
جولة جلالة الملك عبد الله الثاني هامة، على كافة الأصعدة لكافة القضايا، وحملت دلالات عميقة بثقة الدول الأوروبية بجلالة الملك، وهي مسألة هامة ومحورية، وتأكيد بأن الحل من عمّان لأزمات المرحلة والمنطقة يُمكن أن يكون الأسرع، والأنجع، ومكملا لجهود عربية تسير في هذا الدرب، وحقيقة جولة جلالته الأوروبية، تضمنت ملفات هامة، إضافة لما توصل خلالها جلالته لنتائج غاية في الأهمية تخدم قضايا المنطقة، تحديدا إنهاء الحرب على غزة، وما يتعلق بالأوضاع في لبنان وسوريا والحفاظ على استقرار المنطقة بشكل عام.
لا يمكن وضع هذه الجولة في ميزان النجاح من عدمه، كونها جولة ناجحة بل أكثر من النجاح، إنما يمكن التأكيد أنها جولة غيّرت من تفاصيل كثيرة في المشهد العام لأحداث المرحلة، لجهة دعم قضايا المنطقة وتحديدا القضية الفلسطينية ووقف الحرب على غزة، وإيصال المساعدات، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف بالوصاية الهاشمية، جولة جعلت من كثير اللاممكن ممكنا.