موسم الزيتون على الأبواب

ربما الوقت مبكر للحديث عن الزيتون والزيت، وهذا ما يجب أن يفهمه الذين يتعجلون في بث «تصريحاتهم» التي تنطوي على تحذيرات، قد تكون محقة لو جاءت بناء على معلومة وفي وقتها، لكنها بلا شك تكون مربكة، واستباقية، وتستند للتحليلات الشخصية، أكثر من كونها حقائق ومعلومات إحصائية، وعلى أي حال نحن اعتدنا أن يتسابق بعضهم إلى دائرة الحدث الذي لم يحدث، وتقع تحليلاتهم وتسرّعهم في أذهان عملها إنتاج الإشاعة والإرباك.. لكني أكتب هذه المقالة لأنني وبالصدفة التقيت بالصديق تيسير النجداوي، نقيب أصحاب المعاصر، وأخذنا الحديث تجاه توقعات موسم الزيتون لهذا العام..

يتوقع الأستاذ النقيب أن هذا الموسم، يشبه الموسم السابق، من حيث كمية الإنتاج، ربما يكون أقل بقليل تبعا للموسم المطري الماضي، وظروف الطقس والمناخ، إلا أنه كخبير في هذا المجال، يقول بأن موسم الزيتون الحالي، سيغطي طلبنا المحلي من مادة زيت الزيتون (حوالي 20 الف طن)، وهذه معلومة إيجابية، رغبت إبرازها من خلال هذه المقالة، عساني بذلك ألفت عناية المتحدثين «توقعات واحتمالات» قابلة للتأويل والتوظيف السلبي، حول سلعة أو منتج محلي مهم، وهو منتج وطني يحوز على اهتمام كل بيت أردني، فكل البيوت الأردنية تقريبا تتعامل مع شجرة الزيتون المباركة، وتزرعها في أراضيها أو حتى في حدائق منازلهم..

الموضوع الآخر، المتعلق بموسم الزيتون والزيت، والذي يهتم به المواطنون، هو سعر زيت الزيتون، ويتوقع نقيب نقابة المعاصر، بأن الأسعار أيضا ستكون مثل أسعار الماضي، وستتراوح بين 120 دينارا إلى 100 دينار، حسب جودة الزيت.. وهي أرقام مألوفة ومعروفة ولا تشكل مفاجأة للمستهلك، ولا تستدعي أن يتسابق بعضنا بالتحذير والتشاؤم.. الخير موجود والحمد لله.

سينطلق موسم قطاف الزيتون في الثلث الأخير من شهر تشرين الأول، بعد شهر تقريبا، ودأبت وزارة الزراعة من خلال مديرياتها المختصة، على القيام بإجراءات معروفة للمزارعين والعاملين والمستثمرين في مجال الزيتون، وهي جهود تنطلق من مسؤولية وزارة الزراعة وحرصها على دعم الزراعة والمزارع الأردني، وحماية المنتجات المحلية، وحماية مصالح المستثمرين في هذا القطاع، وهذه أيضا معلومة بل حقيقة معروفة عن أداء كل مؤسسات الدولة حين تلوح في «الرزنامة» مواعيد مواسم الإنتاج الزراعي، رغبت الحديث عنها «من عندي»، لأن الحكومة تقوم بواجبها ووزارة الزراعة ليست استثناء، بل هي حاضرة في دورها وواجباتها.

اعتدنا أن نقرأ ونسمع الآراء المختصة في قطاع الزيتون والزيت، ومن حق كل شخص أن يتحدث، ويكون لحديث المزارعين والمختصين أهمية، وهي أهمية طبيعية، وليست جديدة، لكن ثمة من هم أكثر خبرة وتجربة ومسؤولية واختصاص، ومعنيون لأنهم مستثمرون ومزارعون، وأعتقد أن الصديق تيسير النجداوي واحد من هؤلاء، وثمة مثله كثيرون، يملكون المعلومة، ومعنيون بها.

كتبت قبل أكثر من شهر مقالة في هذه الزاوية قلت فيها أن «الزراعة بخير فاطمئنوا»، واليوم أيضا أؤكد أنها والأردن كله بخير.

فقولوا الحمد لله، وتفاءلوا بالخير والنعمة.. تجدوها في وطننا الطيب.