عندما يحل الذكاء الاصطناعي محل الأصدقاء

 يحتاج الإنسان بطبيعته إلى التفاعل الاجتماعي والأصدقاء لمشاركة الأفكار، المشاعر، وحل المشكلات. لكن مع التطور التكنولوجي السريع، بدأ الكثيرون يعتمدون على تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وأشهرها "شات جي بي تي" (ChatGPT)، كبديل سريع لحل مشاكلهم المهنية والعاطفية.

شات جي بي تي كصديق افتراضي
أصبح "شات جي بي تي"، الذي طورته "أوبن إيه آي" (OpenAI)، ملاذاً لأكثر من 400 مليون شخص حول العالم، وفقاً لإحصائيات فبراير 2025. يستخدمه الكثيرون في حياتهم اليومية، ويقضون معه ساعات طويلة يشعرون خلالها بالونس، لدرجة أن بعضهم يتعامل معه كصديق مقرب وقد يطلق عليه أسماً بشرياً، مما يؤدي إلى الانعزال عن البشر الحقيقيين.

أضرار نفسية ناتجة عن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي
أوضح الدكتور ريمون ميشيل، استشاري الصحة النفسية، أن الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي، رغم فوائده في زيادة الإنتاجية، هو سلاح ذو حدين. فالاتكال المفرط قد يؤدي إلى فقدان الكثير من المهارات الإنسانية.

إن اتخاذ "شات جي بي تي" كصديق مقرب يؤدي تدريجياً إلى العزلة الاجتماعية وفقدان مهارات الاتصال الفعلية مع الآخرين، خاصة مع إهمال العلاقات الحقيقية. ومع الوقت، تتسع هذه الفجوة مع اعتياد الشخص على العزلة، مما يترتب عليه فقدان القدرة على التواصل البصري ومواصلة الحديث كما كان سابقاً.

يؤكد الدكتور ميشيل أن فقدان مهارات التواصل البشري يقود إلى مشاعر الوحدة، القلق، الاكتئاب، والارتباك. يؤكد الخبراء على ضرورة التوازن والاعتدال، مشددين على أن الذكاء الاصطناعي لا يجب أن يكون بديلاً عن التفاعل الفعلي مع البشر.