يعول الأردن على نتائج المسح الزلزالي ثلاثي الأبعاد في اكتشاف ثرواته من نفط وغاز وغيرها من موارد طبيعية على مساحة 4285 كيلومترا مربعا في منطقة شرق الجفر بمعان.
ويأمل من خلال تنفيذ عملية المسح الزلزالي في المنطقة بالتعاون مع الشركة العربية للجيوفيزياء والمساحة، التابعة لصندوق الاستثمارات السعودي (أركاس)، والذي يستمر 8 أشهر، الوصول الى نتائج إيجابية ومؤملة في اكتشاف الثروات، بتكلفة تصل إلى 22 مليون دينار.
ويتوقع ظهور النتائج خلال 24 شهرا، لتطرح بعدها المنطقة كفرصة استثمارية أمام الشركات المتخصصة في استكشاف النفط.
وتأتي جهود وزارة الطاقة والثروة المعدنية في إطار اهتمام رسمي من جلالة الملك عبدالله الثاني، تجسد من خلال متابعة جلالته المستمرة لمستجدات تنفيذ الرؤية الاقتصادية بمجال الطاقة والملفات التي تم إنجازها.
وتنفذ المشروع (أركاس)، بموجب اتفاقية وقعتها مع وزارة الطاقة والثروة المعدنية في تشرين الأول الماضي، والتي اعتبرها وزير الطاقة الدكتور صالح الخرابشة بداية لاتفاقيات وتعاون أوسع.
وشملت الاتفاقية تنفيذ أعمال المسح الزلزالي العميق في المنطقة التي تعد الأكبر من نوعها في الأردن، إذ ستسهم في توفير قاعدة بيانات لفهم التراكيب الجيولوجية تحت السطحية في منطقة الدراسة، ما يعتمد عليه في حفر الآبار بحثا عن البترول والغاز ويتيح تسويق المنطقة للشركات العالمية الراغبة في الاستكشاف والتنقيب عن البترول والغاز في الأردن.
ويأتي هذا المشروع، الذي تنفذه الوزارة بتمويل من عائدات حقل حمزة النفطي، ضمن مبادرة تطوير البنية التحتية في البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي (2023-2025) لقطاعي الطاقة والتعدين.
وبحسب تقارير وزارة الطاقة، تبلغ مساحة مشروع المسح الزلزالي ثلاثي الأبعاد نحو 4285 كيلومترا مربعا، ويهدف إلى تحديد التراكيب الجيولوجية تحت السطحية في المنطقة، تمهيدا لحفر آبار لاستكشاف النفط والغاز.
وأكد الوزير الخرابشة، أن المشروع يعد ركيزة أساسية في البحث عن النفط والمصادر الطبيعية، ومن المتوقع أن يكون له أثر إيجابي على الاقتصاد الوطني الأردني.
وقال خلال جولة تفقدية للمشروع، إن المشروع الوطني يتماشى مع رؤية التحديث الاقتصادي، واستراتيجية الوزارة لتعظيم الاستفادة من الثروات الطبيعية الموجودة على أرض المملكة.
وأضاف "يأتي المشروع امتدادا لعدد من المشاريع السابقة في هذا المجال، إلا أن ما يميز هذا المشروع هو استخدامه لتقنيات حديثة عالية الدقة، شهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة".
وأوضح أن هذه المرحلة من المشروع تركز على جمع البيانات اللازمة، ومن ثم تحليلها لاستخلاص النتائج التي ستشكل خارطة الطريق للخطوات المقبلة، لافتا إلى أنه سيتم تعيين شركة عالمية لمعالجة البيانات وتحليلها.
وتابع "يعد المشروع مرحلة أولى من المسوحات الجيوفيزيائية لمختلف المناطق في المملكة، متأملا تحقيق نتائج مميزة وإيجابية".
وأشار إلى جهود التنقيب السابقة عن الثروات والتي لم تستكمل، وأن المناطق المغطاة بالمسوحات الزلزالية ثلاثية الأبعاد لا تتجاوز 5 بالمئة من مساحة المملكة، معربا عن أمله في التوصل إلى نتائج إيجابية ومن ثم الانتقال لباقي المناطق.
وقال مدير البترول والصخر الزيتي في الوزارة بهجت العدوان، إن المشروع سيوفر نحو 400 فرصة عمل، وتسعى الوزارة من خلاله والمشاريع الجارية حاليا في منطقتي حقل حمزة وحقل السرحان، إلى تعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة المحلية، بما يتماشى مع رؤية التحديث الاقتصادي، كما يسهم المشروع في تشغيل الأيدي العاملة الأردنية، لا سيما من أبناء منطقة الجفر.
الرئيس التنفيذي للشركة الدكتور معاذ الراوي، خلال توقيع اتفاقية المشروع في تشرين الأول الماضي قال: إن "أركاس" من أعرق شركات المسح الجيوفيزيائي والجيولوجي في العالم، وتعمل في العديد من الدول في مجال استكشاف الموارد الطبيعية.
وأضاف أن تنفيذ المسوحات في منطقة الجفر سيكون وفق خطط العمل والجدول الزمني المحدد وبأعلى المواصفات، للمساهمة في تطوير المحتوى المحلي الأردني وإعادة تقييم ثروات الموارد الطبيعية في الأردن.
وأكد أن الشركة تنظر إلى الاتفاقية كعقد استراتيجي يتيح لها التواجد في الأردن، والمساهمة في خدمة المشاريع التي تنفذها الوزارة.
من جانبه، قال نائب الرئيس التنفيذي للشركة العربية للجيوفيزياء والمساحة، التابعة لصندوق الاستثمارات السعودي (أركاس) هشام التويجري، إن الشركة تتمتع بخبرة كبيرة في مجال المسح الجيولوجي والفيزيائي تمتد لاكثر من 60 عاما، ونتطلع باهتمام للتعاون مع الأردن في استشكاف الثروات المعدنية ونامل أن تكون النتائج إيجابية بما يعود على الأردن بالمنفعة الاقتصادية.
وأشار إلى أن المشروع عبارة عن مسح جيولوجي وزلزالي لمنطقة شرق الجفر يتعلق باستكشاف المصادر الهيدروكربونية في المملكة.
وتتمتع شركة "أركاس" بخبرة عالمية لتنفيذ مثل هذه المشاريع، حيث تمتلك خبرة تزيد على 60 عاما في هذا المجال، وهي إحدى شركات مجموعة تصنيع وخدمات الطاقة السعودية، التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، وفازت أخيرا بعطاء المسح الزلزالي ثلاثي الأبعاد، بقيمة 21 مليون دينار.
وتعمل الشركة في مجال المسح الجيوفيزيائي للتنقيب عن النفط والغاز في البحر واليابسة لشركات النفط والغاز حول العالم، كما تعنى باستكشاف الموارد الطبيعية والمعادن وخدمات تحليل البيانات والتصوير.
يذكر أن للشركة مكتبا مسجلا في الأردن، وتعمل على جذب الاستثمارات في قطاع الطاقة والتعدين.
ووضعت رؤية التحديث الاقتصادي مبادرات فاعلة للنهوض بقطاع التعدين في المملكة وإبراز دوره التنموي خلال الـ10 أعوام المقبلة، وبلغ عدد مبادرات قطاع الطاقة في رؤية التحديث الاقتصادي 50 مبادرة، وفي قطاع التعدين 18 مبادرة.
وأبرزت الرؤية، ضرورة وضع استراتيجية وطنية للتعدين وتأسيس جهة مستقلة للمسح الجيولوجي وتوفير البيانات المتعلقة بالمسوحات وفق المعايير الدولية.
ومن المتوقع أن يشهد قطاع التعدين تطورا خلال العقد المقبل، حيث يساهم القطاع في الناتج المحلي الاجمالي بنسبة 2.2 بالمئة وبقيمة تصل إلى 700 مليون دينار ومن المتوقع أن تصل إلى 2.1 مليار دينار بحلول العقد المقبل، في حين يبلغ عدد العمالة في القطاع أكثر من 9 آلاف عامل يشكلون ما نسبته 0.6 بالمئة من إجمالي العمالة في المملكة ومن المتوقع أن تصل إلى أكثر من 27 ألف عامل، في حين تبلغ صادرات القطاع نحو مليار دينار لتصل إلى 3.4 مليار بحسب رؤية التحديث الاقتصادي والتي تمتد لـ10 أعوام.