الليرات تختفي من السوق .. وغياب التسعيرة أيام الجمعة استغلال للمواطنين

 يعد الذهب واحدا من أثمن المجوهرات والذي يروج استخدامه في الأردن كما باقي الدول لزينة النساء في المناسبات، أو إدخاره كملاذ آمن وخزينة استثمارية تحفظ القيمة في ظل اضطراب الأسواق وتغيرات العملات، ومع ذلك، يشهد سوق الذهب الأردني إشكاليات، خاصة في يوم الجمعة الذي يعد يوم عطلة رسمية لكن السوق يعمل ولا يغلق بل انه قد يكون أكثر أيام الأسبوع نشاطا لشراء الذهب كونه يتزامن مع أغلب مناسبات المواطنين.

لا تسعيرة رسمية يوم الجمعة

رغم وجود تسعيرة عالمية للذهب، إلا أن نقابة تجار الحلي والمجوهرات في الأردن لا تصدر تسعيرة محلية رسمية يوم الجمعة، ما يخلق حالة من الفراغ التنظيمي، هذا الغياب يفسح المجال لبعض محال الذهب للقيام بما يشبه التسعير "بمزاجية" أو بشكل منفرد، وهو ما يثير حفيظة المواطنين.

مواطنون قالوا في شكواهم لـ عمون، إن المستهلك يقع فريسة لتقديرات الباعة، حيث قد تتفاوت أسعار الذهب من محل إلى آخر، فالبعض يعتمد على تسعيرة يوم الخميس، بينما يضيف آخرون هامشا بحجة "تحرك السوق العالمي"، واصفين ذلك بأنه "استغلال صريح".

وفي ظل التقلبات الاقتصادية وتراجع الثقة ببعض أدوات الادخار التقليدية، اتجه الكثير من الأردنيين إلى اقتناء "الليرات الذهبية" كوسيلة للادخار الآمن، ولكنهم اصطدموا بنقص حاد في توفرها داخل السوق المحلية، سواء الرشادي أو الإنجليزية، حيث أصبحت شبه مفقودة من بعض المحال أو المناطق، بحسب قولهم.

علان: الحرب التجارية انعكست على أسعار الذهب والبيع أيام العطل مخالف

أرجع نقيب تجار الذهب والمجوهرات ربحي علان، تواصل ارتفاع أسعار الذهب إلى الحرب التجارية المعلنة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين نتيجة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب لترد الأخرى بالمثل، مما أدى الى ارباك الأسواق العالمية وبالتالي اللجوء الى الذهب كملاذ آمن حيث أغلق مؤخرا عند مستوى تاريخي بلغ 3240 دولارا للأونصة وهذا الرقم يعتبر الأعلى على الإطلاق، وانعكس على الأسعار المحلية بشكل كبير حيث تجاوز عيار 21 الأكثر طلبا وشيوعا في الأردن الـ 66 دينارا وهو أيضا غير مسبوق.

وقال علان لـ عمون، إن هناك طلبا كبيرا ومتزايدا على الذهب عالميا، وكذلك محليا حيث بلغ سعر الليرة الانجليزي 530 دينارا والرشادي 465 دينارا نتيجة الإقبال على الليرات والسبائك لغاية الإدخار والتحوط والاستثمار وكذلك هناك اقبال متوسط على شراء المصاغ الذهبي لغاية الزواج أو المناسبات الأخرى رغم الارتفاع التاريخي، أما بالنسبة لعرض البيع من المواطنين الى محال الصاغة فهو شبه معدوم حاليا بسبب احتفاظ المواطنين بالذهب كملاذ آمن.

إصدار تسعيرة مفبركة بوسط البلد الجمعة وعقوبات على المتلاعبين

وفيما يخص عدم وجود تسعيرة للذهب أيام الجمعة والعطل الرسمية، أكد النقيب علان أنه يوم عطلة محدد كباقي القطاعات ومن يقوم بالبيع من التجار هو مخالف ويقصد التلاعب بالمواطنين، منوها الى انه بالأمس تم اصدار تسعيرة مفبركة باسم النقابة تحت طائلة المسؤولية، مشددا على انه سيتم توجيه إنذارات والزامهم بتسعيرة النقابة المعروفة والمعلنة وان أي تلاعب هو مخالف للقانون ويعرض من يقوم بذلك للمساءلة القانونية، محذرا المواطنين من تداول الذهب أيام العطل الرسمية المتعارف عليها وأي تعامل خلالها هو استغلال للمواطن.