يطل عيد الفطر على الأسرة الأردنية بالتزامات معروفة على رأسها " العيدية" التي تعد جزءًا مجتمعيًا هامًا وأساسيًا من تقاليد العيد العربي بشكل عربي.
لكن العيدية كما تفرح الأطفال والأقرباء لا سيما من النساء، فإنها تثقل موازنة بعض المنازل ما قد يدخلها في دوامة الدين وسداده، فمنهم من يأخذ عيدية ابنه ليسدها عن طريق إعطائها لمن قدمها إليه من باب إعادة تقديم الواجب، ومنهم من يطلب "عيدية" زوجته للمساهمة في إنفاق العيد
وتشغل هذه المسألة الأزواج لتصل في بعض الأحيان لأن تؤثر سلبًا على فرحة الأسرة بالعيد.
في هذا السياق تقول الاستشارية الأسرية حنين البطوش، إنّ العيدية تلعب دورًا نفسيًا هامًا للأطفال والكبار على حد سواء، فهي بمثابة مكافأة تُعزّز الشعور بالسعادة والفرح، خاصةً لدى الأطفال، وتعزز الروابط الاجتماعية بين أفراد العائلة والأصدقاء.
وتبين البطوش في حديثها لعمون، أنه يمكن للزوجين التعاون في تحديد المبالغ المناسبة للأطفال والأقارب، مع مراعاة ميزانيتهما المشتركة، وفي حال رغبة الزوجة بالمساهمة بجزء من مالها، ينبغي أن يتم ذلك بالتفاهم والاتفاق المسبق، لضمان إدارة مالية مشتركة تتسم بالشفافية والتوافق.
ودعت إلى تحديد الأولويات بوضوح لتجنب النفقات غير الضرورية، مؤكدة أنه ينبغى على الزوجة ان تتجنب التذمر والشكوى المستمرة من ضيق العيش وصعوبة الظروف المادية حتى لا تثقل زوجها بطلبات تفوق قدرته، مذكرة في الوقت ذاته أن إنفاق الزوجة الميسورة لمساعدة زوجها وأبنائها يعتبر عملًا صالحة تثاب عليه.
وتشير إلى أن ذلك يحقق جوهر العيد في تعزيز الروابط الأسرية والعلاقات الاجتماعية، وليس في الإنفاق المادي المفرط، ويمكن استبدال الهدايا المادية بتبادل عبارات التهنئة الصادقة والمحبة، لا سيما مع تقديم النصائح للأطفال بكيفية استغلال العيدية بشكل إيجابي وعدم هدرها في ما لا يصح.
وكانت دائرة الإفتاء أصدرت فتوى سابقة، أكدت فيها أنّ الأصل في مال الزوجة ومنه العيديات حق لها ولها ذمة مالية مستقلة عن زوجها ولا يجوز للزوج أخذ أي شيء منه بغير رضاها ولا تطالب الزوجة بالإنفاق على البيت.
وبينت أنّ مساعدة الزوجة لزوجها مستحبة للوصول إلى بر الأمان، سواء كانت لأمر دنيوي أو أخروي.